أنعشت تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي أسهم شركات التكنولوجيا خلال عام 2023، حيث عاد اللون الأخضر ليطغى على مؤشرات تلك الأسهم، بعد تسجيلها تراجعات حادة في عام 2022. وتأتي مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا، وسط حالة من الحماس بين أوساط المستثمرين، الذين كثفوا في الآونة الأخيرة استثماراتهم في هذه الأسهم، وذلك لسبب واحد فقط وهو «الذكاء الاصطناعي التوليدي». فمنذ أن أطلقت شركة «أوبن إيه آي» برنامج «تشات جي.بي.تي» المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ومسارعة شركات كبيرة مثل مايكروسوفت وألفابت، على ضخ استثمارات طائلة بهذه التكنولوجيا الواعدة، تحولت تدفقات المستثمرين نحو أسهم التكنولوجيا. وبلغة الأرقام، فإنه من المتوقع أن تنمو صناعة الذكاء الاصطناعي التوليدي، من سوق حجمها 40 مليار دولار في عام 2022 إلى سوق بقيمة 1.3 تريليون دولار في عام 2032، وذلك بحسب «بلومبرغ إنتلجنس». وتماشياً مع الطفرة المتوقعة في سوق «الذكاء الاصطناعي التوليدي»، كان المستثمرون يتجهون بأموالهم نحو أسهم التكنولوجيا، ووفقاً لشركة PitchBook للأبحاث، فقد استثمر هؤلاء أكثر من 11 مليار دولار في الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في شهر ايار 2023، بزيادة قدرها 86 بالمئة مقارنة بشهر ايار 2022، في حين شهد الأسبوع الأول من حزيران 2023، تدفق 8.5 مليارات دولار على الصناديق المتخصصة في الاستثمار بأسهم التكنولوجيا وهو رقم قياسي يسجل في هذا المجال.
ويعتبر تهافت المستثمرين على أسهم التكنولوجيا، مسؤولاً عن إضافة شركات مثل إنفيديا ومايكروسوفت وألفابت وأبل وأمازون وميتا، نحو 3.1 تريليون دولار لقيمتها السوقية منذ بداية العام 2023 وحتى الآن، حيث باتت هيمنة أسهم التكنولوجيا واضحة في وول ستريت، وهذا ما أظهره مؤشر «ناسداك» الذي تهيمن عليه شركات التكنولوجيا، والذي ارتفع بواقع 27 بالمئة منذ بداية 2023.