تقول صحيفة «لوباريزيان» (Le Parisien) الفرنسية في تقرير لها إن روبوت «ناسا» (NASA) الضخم المقاوم للحرارة، الذي انطلق من الأرض يوم 12 آب 2018، لامس الشمس رسميا في نيسان الماضي عن طريق التوغل في غلافها الجوي، الذي يمثل لغزا للعلماء.
ويوم الثلاثاء 14 كانون الأول الجاري، أوضح المسؤولون عن المشروع في اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي (American Geophysical Union) أن عملية استعادة البيانات استغرقت بضعة أشهر، ثم أشهرا أخرى لتأكيدها بسبب توهج الشمس الذي يمكن أن يقطع الاتصال بالمسبار لأيام طويلة. وحسب العالم المسؤول عن المشروع نور الدين الروافي، من جامعة «جونز هوبكنز» (Johns Hopkins University)، فإن هذا الإنجاز «رائع ومثير».
وذكرت الصحيفة أن المسبار الشمسي، الذي كان يتقدم بسرعة 100 كيلومتر في الثانية، أكمل رحلة الاقتراب الثامنة من الشمس في نيسان الماضي. وكان الروبوت المداري آنذاك على بعد 13 مليون كيلومتر من مركز الشمس. ويقول العلماء إنه عبر أولًا الحدود الفاصلة بين الغلاف الشمسي والرياح الشمسية 3 مرات على الأقل، وتمت المهمة بسلاسة تامة في كل مرّة.
وفي تصريح له، أخبر جاستن كاسبر من «جامعة ميشيغان» (University of Michigan) الصحافيين أن المسبار «في المرة الأولى -التي كانت الأكثر إثارة- غاص في الغلاف الشمسي لمدة 5 ساعات تقريبا». وحسب نور الدين الروافي، أظهر المسبار أن الهالة الشمسية بها غبار كوني أكثر مما كان متوقعا.
وكتبت الجمعية الفيزيائية الأميركية (American Physical Society) أن «مستشعرات المسبار الفضائي سجلت تقلبات في المجال المغناطيسي وطاقة البلازما، وهي معلومات ستساعد العلماء على فهم سر احترار الهالة وأصل الرياح الشمسية بشكل أفضل».
وتظهر البيانات الأولية أن المسبار الشمسي توغّل أيضا في هالة الشمس خلال رحلة الاقتراب التاسعة على المدى القريب في شهر آب، لكن العلماء قالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من التحليل. وتمت جدولة ما مجموعه 24 «رحلة استكشافية».
وفي مداره الإهليلجي، سيستمر مسبار باركر في الغوص نحو قلب الشمس حتى عام 2025 على مسافة تبلغ 6.2 ملايين كيلومتر من مركزها. ويأمل العلماء في استمرار إرساله البيانات.