أعلنت منظمة «أوكسفام» (Oxfam) الدولية أن حوالي 11 شخصا يموتون كل دقيقة بسبب الجوع وسوء التغذية، وهو عدد يتجاوز العدد الحالي للوفيات بسبب جائحة كورونا.
وبحسب ما ورد في تقرير المنظمة -الذي جاء بعنوان «فيروس الجوع في تكاثر»- لايزال النزاع هو السبب الرئيسي للجوع منذ تفشي جائحة كورونا، وهو ما دفع أكثر من نصف مليون شخص إلى ظروف شبيهة بالمجاعة بزيادة أكثر من 6 أضعاف منذ عام 2020.
وبشكل عام، يعيش الآن 155 مليون شخص حول العالم في حالة انعدام الأمن الغذائي عند مستوى الأزمة أو أشد، أي بزيادة نحو 20 مليون شخص عن العام الماضي 2020. ويعاني حوالي ثلثا هؤلاء الأشخاص من الجوع في المقام الأول جراء الحروب والنزاعات الدائرة في بلدانهم، وفق التقرير نفسه.
وأشارت المنظمة-في التقرير ذاته- إلى أن جائحة كورونا كشفت أيضا عن اللامساواة العميقة في عالمنا؛ فقد ارتفعت ثروة أغنى 10 أشخاص بالعالم -9 منهم من الرجال- بمقدار 413 مليار دولار في العام الماضي (2020)، ويفوق ذلك بـ11 ضعفا الحاجة المعلنة للأمم المتحدة كي تمول بالكامل مساعداتها الإنسانية العالمية.
وعلى الرغم من تفشي الجائحة، ارتفع الإنفاق العسكري العالمي بمقدار 51 مليار دولار، وهو ما يكفي لتغطية 6 أضعاف ونصف ما تقول الأمم المتحدة إنها بحاجة إليه لوقف الجوع. وفي الوقت نفسه، أدى النزاع والعنف إلى أكبر نزوح داخلي على الاطلاق، وهو ما أرغم 48 مليون شخص على الفرار من ديارهم مع نهاية عام 2020.
وبحسب التقرير أيضا، فإن الأطراف المتحاربة تواصل استخدام التجويع كسلاح حرب، من خلال حرمان المدنيين من الغذاء والماء وإعاقة المساعدات الإنسانية. ولا يمكن أن يعيش الناس بأمان أو أن يجدوا حاجتهم من الغذاء حين تُقصف أسواقهم أو تضرم النيران في محاصيلهم أو تقتل مواشيهم.
ولاتزال بعض أسوأ بقع الجوع الساخنة في العالم -بما في ذلك أفغانستان وإثيوبيا وجنوب السودان وسوريا واليمن- يقسمها النزاع، وقد شهدت ارتفاعا في الجوع عند مستوى الشدّة منذ العام الماضي.
كما اشتدت حدّة الجوع في بؤر الجوع الناشئة في البلدان المتوسطة الدخل مثل الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل، والتي شهدت أيضا بعض أشد الارتفاعات في حالات العدوى بفيروس كورونا.
وفي نهاية التقرير أوصت المنظمة الحكومات بمنع استمرار النزاع في مفاقمة الجوع عند مستوى الكارثة وأن تضمن بدلا من ذلك وصول وكالات الإغاثة إلى المحتاجين. كما يجب على الحكومات المانحة أن تمول فورا وبالكامل النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة للمساعدة في إنقاذ الأرواح. ويجب على أعضاء مجلس الأمن أيضًا أن يحاسبوا جميع الذين يستخدمون التجويع كسلاح حرب.