يصل الى بيروت اليوم وفد يضم ممثلين لشركات ألمانية من أجل عرض دراسة حول إعادة اعمار مرفأ بيروت ومحيطه. لكن هذا المشروع دونه شروط أولها تشكيل حكومة جديدة تنتهج الاصلاحات ومكافحة الفساد كمعبر لضخ مساعدات بمليارات الدولارات.
وتقود ألمانيا وفرنسا الخطة التي تشمل أيضاً تأسيس شركة مدرجة في البورصة مماثلة لشركة «سوليدير».
وكانت مصادر قد افادت بأن ألمانيا ستعرض على السلطات اللبنانية خطة تتكلف مليارات الدولارات لإعادة بناء المرفأ في إطار مساع لحث السياسيين على تشكيل حكومة قادرة على تفادي انهيار اقتصادي.
ووفقا لمصدرين ديبلوماسيين مطلعين على الخطة، فإن ألمانيا وفرنسا تسعيان لقيادة مساعي إعادة الإعمار. وقالا إن برلين ستطرح يوم السابع من نيسان اقتراحا وافق بنك الاستثمار الأوروبي على المساعدة في تمويله وسيتم بموجبه إخلاء المنطقة وإعادة بناء المنشآت. وقال متحدث باسم البنك إن البنك على علم بالمقترح الذي قدمه ميناء هامبورغ وفريقه الاستشاري لإعادة بناء مرفأ بيروت والمناطق المحيطة به.
وأضاف: «لكن في الوقت الحالي لا يوجد أي عرض تمويل من بنك الاستثمار الأوروبي. أي تمويل من البنك سيخضع لمتطلبات الفحص الفني وسيتبع إجراءات البنك المعتادة في مثل هذه العمليات». وذكر أن التمويل يجب أيضا أن يمتثل لإرشادات التوريد الخاصة بالبنك والمعايير البيئية والاجتماعية. وقال ان «البنك يقف على أهبة الاستعداد لدعم الشعب اللبناني وجهود إعادة الإعمار كجزء من فريق أوروبا بجانب شركائه والمجتمع الدولي وجميع الأطراف المعنية». وقدر أحد المصدرين أن تمويل بنك الاستثمار الأوروبي سيتراوح بين مليارين وثلاثة مليارات يورو.
وأكد السفير الألماني في لبنان أندرياس كيندل من جهته أن هناك اقتراحا سيُقدم هذا الأسبوع لتطوير مرفأ بيروت والمناطق القريبة. وأضاف أن الخطة وضعتها عدة شركات خاصة ستجري محادثات في بيروت لعرضها. وذكر المصدران أن النخبة السياسية في لبنان تحتاج أولا إلى الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة لإصلاح الميزانية واستئصال الفساد، وهو شرط يصر المانحون، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، على تنفيذه قبل الإفراج عن مساعدات بمليارات الدولارات.
وقال أحد المصدرين: «هذه الخطة لن تأتي بدون شروط… ألمانيا وفرنسا تريدان أولا رؤية حكومة قائمة ملتزمة بتنفيذ الإصلاحات. لا توجد طريقة أخرى غير ذلك وهذا أمر جيد للبنان».
وإضافة إلى المرفأ، سيتطرق الاقتراح الألماني لفكرة إعادة تطوير منطقة محيطة به تبلغ مساحتها نحو مليون متر مربع في مشروع قال عنه المصدران الديبلوماسيان إنه سيتشابه مع إعادة إعمار وسط بيروت بعد الحرب.
ومثل خطة ما بعد الحرب، يشمل الاقتراح تأسيس شركة مدرجة في البورصة مماثلة لشركة (سوليدير) التي كان قد أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري في التسعينيات ولاتزال مدرجة في البورصة.
وقدر المصدران تكلفة المشروع بما يتراوح بين 5 و15 مليار دولار وقالا إنه قد يخلق ما يصل إلى 50 ألف وظيفة.