يُشير الباحث الإقتصادي جاسم عجاقة إلى أن “الصدمة الإيجابية التي تلت تشكيل الحكومة لم يتمّ إستثمارها بشكل جيد من خلال اتخاذ إجراءات فورية تسمح بلجم دولار السوق السوداء والتي تتمثلّ – أي الإجراءات – بعملية ضرب للسوق السوداء ومكافحة الإحتكار والتهريب بالإضافة إلى إلزام التجار قبول وسائل الدفع الأخرى”.
ويتابع “يضاف إلى ذلك عامل الأجواء السياسية المتلبّدة حول عدد من الملفات والشك في قدرة الحكومة العتيدة على معالجتها على مثال ملف ترسيم الحدود البحرية وملف الكهرباء والإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي في ظل حاجة قصوى وملحة للدولارات في المرحلة المقبلة التي تفصلنا عن التوصل إلى برنامج مع صندوق النقد الدولي وهو ما يوحي أن الحكومة ستعمد إلى الطلب من مصرف لبنان تمويل الإستيراد في المرحلة المقبلة”.
وعن تطور سعر صرف الدولار في السوق السوداء في المرحلة القادمة، يقول عجاقة “سعر صرف الدولار يتبع ديناميكية مبنية على نماذج ستوكاستيكية (Stochastic Process) بالإضافة إلى ديناميكية يفرضها التلاعب من قبل التطبيقات وهو ما يجعل التكهنات صعبة فيما يخصّ السعر. لكن هناك إمكانية لمعرفة التوجه من خلال القول الآتي: إذا قامت الحكومة بإجراءات لجم السوق السوداء وإصلاحات في عدد من القطاعات التي لا تتطلّب الإصلاحات فيها وقتًا طويلًا، إضافة إلى خطة تعاف واضحة المعالم تتحمّل فيها الدولة مسؤولية ديونها (قسم كبير منها أموال مودعين)، مع خارطة إصلاحات واضحة شفافة وذات صدقية، فإن سعر الصرف سيتجه حتمًا نحو الإنخفاض وبنسبٍ كبيرة. في حين أن المماطلة والتلكؤ في تنفيذ الإصلاحات ستؤدّي حتمًا إلى إرتفاع سعر الصرف”.