في أجواء يخيّم عليها القلق الأمني -أو الهاجس الامني- في الولايات المتحدة الأميركية الخمسين، خصوصًا في العاصمة «واشنطن» التي تحوّلت إلى ثكنة عسكرية تمتلئ بحوالى ٤٠ ألف من جنود الميليشيات الأميركية -أو الحرس الوطني- التابع للجيش الأميركي، ومن أفراد الوكالات الأمنية السرية وغير السرية.
والتي قُسّمت إلى قسمين «القسم الأخضر »، وهو القسم الخارجي فيها عن “محيط البيت الأبيض ومبنى الكونغرس” ، ومنع فيه تجوّل المركبات وسمح للمرور في شوارعه مشيًا على الأقدام للمقيمين في هذا القسم بعد إثبات هوياتهم ومقر إقامتهم، وللعاملين في هذا القسم بعد إثبات هوياتهم ومقر عملهم.
والقسم الثاني هو «القسم الأحمر » الممتد من غرب «البيت الأبيض » إلى شرق «مبنى الكابيتول» -أو مبنى «الكونغرس الأميركي » بمجلسيه «الشيوخ والنواب»- حيث من المنتظر أن يؤدي اليوم «أوباما الثالث» -أو «جو بايدن» الذي كان نئبًا ل “أوباما الأول والثاني” ، وهو كاثوليكي وليس بروتستانتي الديانة ، وهو ثاني رئيس كاثوليكي في قائمة رؤساء الولايات المتحدة الأميركية ، حيث كان الأول ” جون كيندي” الديموقراطي ١٩٦١/ ١٩٦٣ وأغتيل أثناء فترة حكمه.
حيث من المتوقع أن يؤدي اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة (الـ٤٦) في مراسم حفل تنصيب -هو الحفل الـ٥٩ في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية- ، منذ مراسم حفل تنصيب أول رئيس أميركي «جورج واشنطن» في ١٩٨٩/٤/٣٠، حين أدى اليمين الدستورية في القاعة الفيدرالية في «نيويورك» العاصمة الأولى للولايات المتحدة الأميركية.
وسيكون هذا “القسم الأخضر “هو «جبهة الحرب الحقيقية» حيث مُنع التجوّل فيه إلاّ لجنود «الميليشيات الأميركية » – أو “الحرس الوطني”-، وأفراد وكالات الامن الأميركية وآلياتهم العسكرية، وكتدبير أمني احترازي أقام الحرس الوطني حواجز خرسانية وجديدة حول مبنى “الكونغرس”..!!
في ظل هذه الأجواء غير المسبوقة في تاريخ مراسم حفل تنصيب الرؤساء الأميركيين الـ٤٥ -وحتى في دول العالم الثاني، او العالم الثالث- من المنتظر ان يؤدي الرئيس ال ” ٤٦” وهو «أوباما الثالث» -أو «جو بايدن» اليمين الدستورية ظهر الأربعاء بتوقيت واشنطن شرق ” غرينيش” أي حوالي الساعة السابعة ليلًا بتوقيت القاهرة وبيروت، بادئًا عهده الثالث الذي سيكمل فيه أجندته التي بدأها في ٢٠٠٩/١/٢٠ مع العديد من رموز إدارته السابقين في مرحلتي حكمه من ٢٠٠٩ الى ٢٠١٦.
ومن أبرز هؤلاء، مستشار الأمن القومي «جاك سوليفان» العقل السياسي للولاية الثالثة، وكان يشغل مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية، ابان عهد «أوباما الاول والثاني»، كما كان كبير المستشارين السياسيين لـ»هيلاري كلينتون» في حملتها الرئاسية ٢٠١٦، كما كان اللاعب الرئيسي في تشكيل استراتيجية إعادة التوازن لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية.
ومنهم «أنتوني بلينكن» وزير الخارجية، وكان نائبًا لوزير الخارجية «جون كيري» في فترة حكم “أوباما الثاني”، وكان نائبًا لرئيس الأمن القومي، في عهد «اوباما الاول والثاني»، وهو مقرّب جدا من «بيل كلينتون»وزوجته “.هيلاري كلينتون”، كما كان مستشارًا لـ”بايدن».
وأيضاً وزير الدفاع «لويد اوستن» أول وزير دفاع من أصول افريقية، وكان مسؤولًا في عهد «اوباما الأول والثاني» عن القوات الأميركية في الشرق الاوسط.
و»جون كيري» وزير الخارجية الأميركية في عهد «اوباما الثاني» وسيتسلم منصب موفد الرئيس الخاص لشؤون المناخ.
وكذلك «بيادن أفريل هاينز» التي ستتولى إدارة الاستخبارات الوطنية.
و»رون كلين» الذي سيكون كبير موظفي البيت الأبيض.
ومن المتوقع أن يؤدي الرئيس الجديد للولايات المتحدة ” أوباما.الثالث” أو «جو بايدن» اليمين الدستورية في مراسم حفل تنصيبه، باستخدام كتاب عائلته المقدس، والموجود لدى الأسرة منذ عام ١٨٩٣ ويأتي من جهة والده والذي يعد إرثًا عائليًا منذ العصر الذهبي.
وكان «بايدن» قد أوضح في مقابلة صحافية، أنه سبق واستخدمه في جميع مراسم اداء اليمين السبعة كعضو في مجلس الشيوخ الأميركي ومرتين لأداء القسم الذي ادى فيه منصب نائب الرئيس «باراك أوباما»، كما استخدمه ابنه الراحل «بو» عندما أدى اليمين كمدعي عام لولاية «ديلاوير» حيث تقيم عائلته.
ويذكر انه تم تأجيل مراسم اداء اليمين الأخيرة عندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ في عام ٢٠٠٩ عندما لم يتمكن من العثور على الكتاب المقدس على الفور.
وهكذا يمكن القول أنّ «أوباما الثالث» سيكون الرئيس الـ”٤٦” ل”الولايات المقسّمة الأمريكية”.