أطلقت نقابة المهندسين في بيروت في مؤتمر صحافي عقد في مقر النقابة، مباراة الأفكار للجناح اللبناني في معرض بيانال البندقية للعمارة 2020، في حضور وزير الثقافة محمد داود داود ممثلا بمستشارته لين الطحيني، ممثلة سفير إيطاليا في لبنان المستشارة للشؤون الاقتصادية روبرتا ديليوتشا، رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت، وحشد من المهندسين والمعماريين وطلاب العمارة.
بعد كلمة عريف الحفل رئيس رابطة المعماريين في بيروت المعمار عاطف مشيمش الذي تناول أهمية معرض العمارة في البندقية والدور اللبناني المميز في هذا المعرض، تحدث رئيس اللجنة التنظيمية المعمار ايلي حداد فرأى ان «اهتمام وزارة الثقافة كما نقابة المهندسين بالمشاركة الفعلية في هذا الحدث انما هو دليل على القيمة الثقافية للعمل الهندسي، وعلى ضرورة ابراز وجه لبنان الحضاري في هذا المجال، حيث أصبحت العديد من الدول العربية من المشاركين الدائمين، ومنهم البحرين والامارات، وغيرها».
وقال منسق عام معرض بينال البندقية للعمارة 2020 المعمار هاشم سركيس في كلمته: «لقد طرح الزميل ايلي كيف يمكننا العيش سويا، او كيف عسانا ان نعيش معا، نحتاج اليوم الى عقد جديد، عقد حول المكان والعمارة والبناء في ضوء اتساع الانقسامات السياسية وتزايد المشاكل الاقتصادية، ندعو المعماريين الى تخيل مساحات يمكننا ان نعيش بها معا بسلام وعطاء، معا كأفراد يتوقون الى التواصل مع بعضهم البعض.
وتناول تابت المعرض ودور لبنان فأوضح أنها «المرة الثانية التي يشترك فيها لبنان في هذا المعرض بعد مشاركته الأولى سنة 2018. لكن ترتدي مشاركتنا اليوم أهمية خاصة كون أمين المعرض الذي عين هذه السنة هو زميلنا المعمار هاشم سركيس، عميد كلية العمارة والتخطيط في جامعة MIT الأميركية».
وقال: «لقد حولت الحرب احياء مدننا وحارات بلداتنا الى محاجر طائفية واجتماعية لم يتمكن النهج الذي ساد منذ انتهاء الحرب ولا سياسات الاعمار التي اتبعت خلال العقدين الماضيين من تخطيها بشكل فعلي. فتقوقعت المجموعات على نفسها ونادت باكتشافها لهويات مفقودة ليست في أكثر الحالات سوى انعكاس لعصبية ضيقة وتحول نموذج النوادي الخاصة المغلقة الى نموذج تطمح اليه الطبقات الميسورة، يقابله احتجاز الفئات الشعبية في ضواحي مهملة، فتزايدت شروط التمايز الاجتماعي وتعززت اتجاهات العزلة والانزواء. اذا كان لنا كمهندسين لبنانيين ان ننقل الى العالم شيئاً من تجربتنا، تجربة الحرب والدمار وإعادة الاعمار، فليس من خلال نفي التناقضات والصراعات التي نعيش في خضمها وليس من خلال ترداد أسطوانة العيش المشترك والكلام المعسول حول المصالحة والتسامح، بل من خلال طرح الأسئلة الصعبة التي تسمح وحدها تخيل حيز محتمل يمكننا فيه أن نعيش سويا».
وألقت الطحيني كلمة الوزير داود: فقالت «مباراة الأفكار للجناح اللبناني في معرض بينال العمارة – البندقية التي تطلقها نقابة المهندسين في لبنان بالشراكة مع وزاراتنا تعني ببساطة ان المستوى الأكاديمي والمهني في لبنان عموما وبمجال الهندسة المعمارية خصوصا اصبح بأفضل المعايير العالمي على الرغم من الصعوبات والمحن والأزمات السياسية او الاقتصادية. والفضل في هذا التقدم يعود من دون شك الى إصرار ومثابرة مؤسساتنا التعليمية، العامة والخاصة، ورفضا المساومة على نوعية التعليم، والعمل دوما على رفع المستوى الاكاديمي الذي يفيد لبنان على المدى المتوسط والبعيد، ويضمن لاجيال الطلاب تحصينا كافيا بالعلم يعزز قدرتهم على دخول أسواق عمل منافسة لا ترحم وبمستوى عال جدا».