زارت نائب رئيس مؤسسة الوليد للانسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده ثانوية سيدة بكفتين للروم الارثوذكس – قضاء الكورة، حيث دشنت مختبرات للعلوم الفيزيائية والكيميائية والطبيعيات والمعلوماتية، وكان في استقبالها مدير الثانوية بشارة حبيب واعضاء الهيئتين التربوية والادارية في حضور مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس افرام كرياكوس ورئيس بلدية بكفتين جورج شوبح ورئيس بلدية اميون مالك فارس والنائب السابق فادي كرم والسيد انطوان حبيب وعدد من رجال الدين وفعاليات المنطقة والطلاب واهاليهم.
بعدها انتقل الجميع الى حفل تخرّج طلاب الثانوية والذي اقيم في حرم المجمع التربوي.
وكانت كلمة لمدير الثانوية الذي رحب بالصلح، متوجها اليها بالقول: فتبرّعكم السخي والمشكور بمختبرات للعلوم الفيزيائية والكيميائية والطبيعيات والمعلوماتية أضفى على ثانويتنا ومهنيتنا قيمة تكنولوجية عصرية ومضافة دفعت بمسيرتنا التربوية خطوات كبيرة الى الامام لايزال عطفكم علينا موصول، ونأمل ان يستمر ويثمر مشاريع مستقبلية واعدة، (…).
فألف شكر لسمو الامير الوليد بن طلال والف تحية لمبادرتك الكريمة.
وكانت كلمة الصلح، أثنت فيها على العلاقة التي تربطنا سويا.. انها علاقة الخير من اجل الخير ومن اجل المحبة والعمل الانساني الخالص لله تعالى (…).
وتوجهت الى الطلاب، قائلة: ايها الطلاب الاعزاء، هل اكون ايضا من اهل النفاق واوجه اليكم اليوم كلمة تحمل الكلام الواعد حول أيام زاهرة تنتظركم غدا. عن اي بلد نتحدث والى اي مستقبل ننشد؟ هل نتحدث عن الجامعات التي تنتظركم وقد باتت الخاصة منها حكرا على الاغنياء والوطنية مهدا للطائفية؟ هل اعدكم ببلد تنالون فيه فرص عمل وفقا لكفاءاتكم العلمية والفكرية…؟ ام وفقا لولائكم للزعماء والاحزاب… هل اعدكم ببلد تضمنون فيه استشفاءكم واستشفاء اهليكم؟ هل نحدث اولاد ذوي الاحتياجات الخاصة عن الخدمات التي تنتظرهم والتي توفرها المؤسسات الحكومية لهم ام هل نخبرهم عن الصراع القائم بين الزعماء لوضع اليد على وزارة الشؤون الاجتماعية التي باتت في خدمة النازحين السوريين والآمال المعلقة على الاموال التي ستغدق على الوزارة لتسيير امورهم؟
أضافت الصلح: هناك اعادة صناعة الجغرافيا في منطقتنا بآليات حادة وهناك إعادة تشكيل دول طائفية بقوة السلاح وما بين استنفاد الحل السياسي وعجز الشعوب فان الافق مفتوح على خراب اجتماعي يتجلى في عمليات العبث بالتركيبة السكانية تبدأ بالتهجير وتنتهي بالتوطين. حدود مشرّعة وارض سائبة، لاجئون منتشرون، لبنانيون يهاجرون، وغرباء يستوطنون، ومخيمات غدت معسكرات فحكامك أوْرثوك وطنا ممرا للتكفيري ومقرا للنازح السوري ومستقرا لأولادهم من بعدهم، يختلفون على السطوة ويتراصّون امام خطر العامة، يتفقون على تجنيس الاغنياء ويُحاجّون بحقوق الفقراء.. ينتحلون صفة الاقوياء وهي بالفعل استقواء على لبنان.. ومن سينقذ لبنان؟
وتابعت: تعالوا سويا نبحث عن استقلال فقدناه بعدما امتلكناه في يوم من الايام. يوم لم يكن للخضوع مكان، في زمن لم يُنجب فيه سوى الرجال وانتم رجال الغد وطلاب علم اليوم وكان الكاتب والمربي الفرنسي جان جاك روسو أعظم من جعل التعليم الوطني الأساس في فكرة القومية الوطنية لأنه كما قال يرسّخ فكرة الامة لدى الافراد منذ نعومة أظافرهم حتى مماتهم وبذلك يستيقظ فيهم حبهم العميق لوطنهم (…).
وختمت الصلح أدعوكم اليوم لتكونوا ابناء الاسرة الارثوذكسية التي انجبت رجالات وزعماء كان شعارهم العلم والثقافة والاعتدال والانفتاح واحقاق الحق والنجاح عملا بقول بولس الرسول في رسالته الثانية الى تيموثاوس وفيها: «الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح».. ولبنان لن يموت ما دام في السماء إله عادل وعلى الارض انسان عالِم.. أعزّ الله لبنان بكم ومبروك لأهاليكم.
كما القى المطران كرياكوس كلمة مما جاء فيها: «(…) على رغم كل الصعاب التي نمر بها في بلدنا وفي المحيط لا نفتقد الرجاء وفي هذه اللحظة نذوق شيئا من الفرح، الفرح بوجودكم، الفرح بوجود هؤلاء الشباب، الفرح بوجود واحة الفرح، نستطيع ان نلخص هذه الامسية اننا احتفلنا بعرس نتمنى ان يدوم دائما معنا..».
وسلمت الصلح وكرياكوس ومدير الثانوية الشهادات للخريجين وأقيمت مأدبة عشاء على شرف الصلح.