إفتتحت بلدية بقاعكفرا، “مهرجان التفاح والنبيذ”، برعاية المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، وفي حضور النائب البطريركي العام المطران الياس نصار، رئيس دير مار شربل الأب الياس شكري، خادم رعية كنيسة السيدة في بقاعكفرا الأب ميلاد مخلوف، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري وبلدية بقاعكفرا إيلي مخلوف، جوستان اسحق مُنظم “مهرجان النبيذ” ومشروع (Wine Rally Paper)، رئيسة مصلحة زراعة لبنان الشمالي صونيا الأبيض، رئيس المركز الزراعي في بشري جان مراد، رئيس المركز الزراعي في زحلة سليم المعلوف، ورئيسة “جمعية التنمية الريفية” – أرض بقاعكفرا، مسرة شلفون نكد، إضافة إلى حشد إعلامي، بينهُم صحافيون من “الوكالة الوطنية للاعلام”، على رأسهم رئيسة التحرير رنا شهاب الدين.
الأب ميلاد مخلوف
وجال الضيوف في أرجاء كنيسة السيدة، مُطلعين من صاحب الدعوة خادم الرعية الأب ميلاد مخلوف، على تاريخ الكنيسة العريق. وشرح مخلوف لهم، اهمية كنيسة السيدة، وبخاصة مع وجود جرن المعمودية فيها، ذاك الجرن “الذي تعمد فيه القديس شربل وكلنا تعمدنا فيه” كما قال.
أضاف: “مذبح الكنيسة من بودرة الرخام. وناحته هو الفنان رودي رحمة، وفيه أبعاد للثالوث الأقدس. وكذلك على نحت المسامير العائدة إلى الصليب، ونحت القمحة التي تُعجن لتضحي قربانا مقدسا”.
وبعد الجولة افتُتح المهرجان الذي يستمر حتى مساء الأحد، بالنشيد الوطني اللبناني.
لحود أشار لحود في بداية كلمته في المُناسبة، إلى “تعاون اتحاد بلديات قضاء بشري مع وزارة الزراعة في مجالات عدة، بينها الحفاظ على الثروة الحرشية وزيادة مساحتها”.
أضاف: “أطلقنا أيضا مشاريع عدة خلال وجود وزير الزراعة (نزار هاني) في 17 آب الماضي مع البلديات، لتكون لنا خارطة طريق لهذه المنطقة”. وكشف عن “مُؤتمر للزراعة التعاقُدية، في اتحاد البلديات مع وزيري الصناعة (جو عيسى الخوري) والزراعة”، مُشددا على ربط الزراعة بالصناعة…
وكشف أن بقاعكفرا، وللسنة الثالثة على التوالي، “تحتفل بالتفاح اللبناني، ونحن نفخر بهذا التفاح من ناحيتي نوعيته ومُواصفاته”. واستطرد: “مار شربل يُبارك تفاح بقاعكفرا (مسقط رأسه)، ولذلك فهو الأفضل في لبنان وفي العالم”.
وذكر لحود بأن الوزارة “استطاعت في الماضي، وبالتعاون مع البلدية، فتح أسواق التفاح اللبناني، وبخاصة الأسواق العربية. وفي السنة الماضية أيضا، تم افتتاح سوق الأُردن قبل موعده بخمسة عشر يوما”.
وتابع: “كُنت برفقة وزير الزراعة الأُسبوع الماضي في مصر، وطلبنا زيادة صادرات لُبنان من التفاح، ولقينا كُل التجاوب من وزارة الزراعة المصرية”… كما وشدد لحود على وجوب المُحافظة على تعب المُزارع اللبناني وإعطائه حقه”…
وكشف عن عقد مؤتمر “ضمن اليوم الوطني للدفاع، يجمع كُل مزارعي التفاح في لبنان، في جامعة الروح القُدس في الكسليك، الثلاثاء 30 أيلول الجاري”…
وشدد أيضا على “ما قاله وزير الزراعة، في 17 آب الماضي، من الديمان، أن وزارة الزراعة ستتوقف عن استيراد التفاح، في كُل أنحاء العالم، حفاظا على الانتاج المحلي”.
وتوجه لحود بالتحية إلى المطران نصار، وعبره إلى البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي، ومجلس المطارنة الموارنة، الذين “تبنوا القطاع الزراعي، على طول امتداد الأراضي اللبنانية”… وقال: “اليوم نعمل على استثمار الأراضي الزراعية وتفعيلها في كُل الأبرشيات والرهبنيات”… كما وكشف عن برنامج لتعزيز صناعة النبيذ في لبنان، كانت بدأته وزارة الزراعة في العام 2013، وقد باتت لدينا 64 خمارة، وما يزيد عن 16 مليون زجاجة نبيذ تُصدر من لبنان سنويا إلى كُل أنحاء العام. كما وبات هذا القطاع يُؤمن فرص عمل كثيرة. وكذلك تم تصنيف بلدة زحلة واحدة من البلدات العشر الأهم عالميا في صناعة النبيذ. وعلينا المُحافظة على ذلك”…
وختم لحود بالإشارة إلى التحضير لمؤتمر عن “نجاح الأوقاف في استثمار الأراضي الزراعية”، سيُعقَد في تشرين الأول في دير مار موسى – الدوار، وستُعرض تجارب ناجحة للكنيسة، وهذا دورها: تأمين فرص عمل واستثمار الأراضي وتسوق الإنتاج كي يبقى المُزارع في أرضه”…
إيلي مخلوف وأشار رئيس “اتحاد بلديات قضاء بشري”، إلى أن “مار شربل كان مُزارعا، وها نحن اليوم نحتفل بزراعة تتميز بها بقاعكفرا وكذلك قضاء بشري، وهي زراعة التفاح”.
وكشف أن “قضاء بشري يُنتج تقريبا حوالي مليون ونصف صندوق تفاح”… مشددا على “الاستثمار الزراعي ووجوب تعزيزه كي نبقى نعيش بكرامة في أرضنا ولا نمد اليد إلى أحد”…
وقال مخلوف: “ينبغي ألا نبقى تحت رحمة التجار الذين يتحكمون بمصيرنا وبمصير أهلنا، في مقابل أن يشتروا منا صندوق التفاح”.
المطران نصار وأوضح المطران نصار في كلمته، أن وجوده في بقاعكفرا إنما هو بصفته الشخصية، ناقلا تحيات البطريرك الراعي للحضور وكذلك المطران جوزيف نفاع راعي الأبرشية الذي اعتذر عن الحُضور بسبب ارتباطه باجتماع مع الكهنة…
أضاف نصار: “… نحن حُرصاء على أن تُؤدي الكنيسة في لبنان دورها”. وقال: “تعرفون أن للكنيسة مساحات من الأرض مع أبنائها، وأن الأوقاف واسعة في لبنان”…
وتابع: “شخصيا، أُحب الزراعة، وأنا مجبول من التراب. وحين كُنت مطرانا على أبرشية صيدا حملت المعول وما زلتُ أحمله”. وأكد أن المهرجانات الزراعية مدعاة فخر “لأنها تُسهم في جعل الناس يتمسكون بأرضهم وبقيَم عاشها أجدادنا الذين أورثونا هذه الأرض”.
وأكد استعداده لأي مُساعدة مُمكنة… أكان ذلك في موضوع التُفاح أم في موضوع النبيذ”… وبَشّر بـ”مشاريع كثيرة ستُقام – بإذن الله – في هذه المنطقة”…
يوم للإعلاميين أيضا وفي رُبوع بقاعكفرا، أمضى الوفد الإعلامي الكبير يومه، في قطاف التُفاح ومعاينة الاختبارات في مستوى حلاوته وجهوزيته للأكل أو للحفظ في البراد. كما وتخللت النهار الطويل جولات في بلدة بقاعكفرا وغداء محبة في مسقط رأس مار شربل. وقد رافق الأب ميلاد مخلوف الإعلاميين طوال النهار الحافل.