العملات المستقرة هي رموز مشفرة مصممة للتداول عبر شبكات بلوكتشين، حيث يُمثل كل رمز منها وحدة من عملة حقيقية مثل الدولار الأميركي أو الين الياباني. وكما يوحي اسمها، فإن هذه الرموز مصممة للحفاظ على استقرار قيمتها، إذ يُفترض أن يكون لكل وحدة منها غطاء نقدي كامل محفوظ لدى الجهة المُصدرة، يضمن قابلية استبدالها الفوري بالعملة الفعلية.
ظهرت أول عملة مستقرة عام 2014 عبر شركة “تيثر” (Tether) التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، وأطلقت رموزاً رقمية مقومة بعدة عملات من بينها اليورو والبيزو المكسيكي، لكن الأكثر تداولاً كان الرمز المقوّم بالدولار الأميركي ويحمل الرمز (USDT) وقد حفّز نجاح “تيثر” عدداً كبيراً من الشركات حول العالم على إطلاق عملاتها المستقرة الخاصة.
ساعد هذا الابتكار في تجاوز أحد أبرز التحديات التي واجهت العملات المشفرة التقليدية، والمتمثل في تقلب الأسعار الشديد. فمع توفر عملات مشفّرة مستقرة القيمة، أصبح من الممكن توفير سيولة واضحة وقابلة للتداول بسهولة داخل منظومة الكريبتو، ما أتاح للمستخدمين التحوّط والتخارج من الأصول الرقمية بسعر مضمون.
كما فتحت العملات المستقرة المجال أمام ابتكار أدوات مالية متقدمة، بما في ذلك المشتقات والتداول الممل بالديون (الرافعة المالية)، داخل منظومة بلوكتشين، وكل ذلك خارج الإطار التقليدي للرقابة والتنظيم، ما عزز دورها كمحرك رئيسي في الاقتصاد اللامركزي.