تُعتبر “كوين بيس” (Coinbase) أقرب الأسماء في عالم العملات المشفرة للقب “سهم قيادي”، إذ نجحت منصة التداول المزدهرة في الانضمام هذا العام إلى مؤشر “إس آند بي 500″، وقفزت قيمتها السوقية في إحدى المراحل بنسبة 69% لتبلغ 106 مليارات دولار.
لكن هذا الزخم توقف فجأة، إذ هوى سهم الشركة بنسبة 17% خلال الأسبوع الماضي عقب إعلان نتائج مخيبة للآمال، مسجلاً ثاني أكبر تراجع له مرتبط بنشر النتائج. وتزايدت الشكوك بين المحللين بشأن قدرة “كوين بيس” على مواصلة الاعتماد على قوتها التسعيرية للحفاظ على هوامش أرباحها، دون خسارة حصتها لصالح منافسين يقدمون خدمات بتكلفة أقل.
لطالما تحدت الشركة التحذيرات من أن المنافسة ستدفعها إلى خفض رسومها، لدرجة أنها رفعتها على بعض تداولات العملات المستقرة في مارس. وفي الوقت نفسه، تسعى منصات مثل “كراكن” (Kraken) و”روبن هود” (Robinhood) إلى اقتناص حصة سوقية، فيما تستعد “جيميني” (Gemini) و”بوليش” (Bullish) لخطط طرح عام أولي محتمل.
قال أليكس وودارد، محلل في شركة “أركا” (Arca): “لا نزال نرى مخاطر طويلة الأجل تهدد نمو كوين بيس، بسبب رسوم المعاملات التي تفوق المتوسط بالنسبة للمستثمرين الأفراد، والمنافسة المتزايدة من منصات مثل روبن هود”. وأضاف: “يتعين على كوين بيس خفض رسوم التداول وتوسيع نطاق منتجاتها من خلال صفقات دمج واستحواذ، حتى لا تخسر حصتها السوقية”.
تُعرف “روبن هود” بأنها منصة لتداول الأسهم بدون عمولة، ويُقدّر أن متوسط نسبة اقتطاعها من عمليات التداول يقل بنحو 50% عن نظيرتها لدى “كوين بيس”، وفقاً لتقديرات “ميزوهو” (Mizuho). أما “كراكن”، فقد أضافت خيارات تداول الأسهم وصناديق المؤشرات المتداولة، في محاولة للحفاظ على تفاعل المستخدمين مع المنصة.
وفي الوقت ذاته، استقرت حركة “بتكوين”، وهي العملة التي تُشكل عنصراً أساسياً في تحديد مزاج السوق ونشاط التداول في القطاع.