نجحت لجنة مهرجانات بعلبك الدّوليّة في إعادة الحياة الفنيّة إلى المدينة التّاريخّية مدينة الشّمس، عبر إحياء حفلة أوبرا كارمن على مسرح معبد باخوس في قلعة بعلبك. وقد شكّل هذا الحفل انطلاقة قويّة للدّورة الحاليّة من المهرجانات، حيث استقطب جمهورًا واسعًا من مختلف المناطق اللبنانيّة، إضافةً إلى زوار من خارج البلاد.
ورغم الانتقادات الّتي سبقت إقامة المهرجانات هذا العام، أثبتت اللّجنة المنظّمة قدرتها على تجاوز العثرات، وتحويل القلعة إلى منصّة للتّلاقي الثّقافي والموسيقي، وإلى مساحة تنبض بالفنّ والحياة. كما ساهمت هذه الفعاليّة في إنعاش الحركة الاقتصاديّة في المنطقة خلال فترة قصيرة، وسط إقبال لافت من المطاعم والفنادق والمتاجر.
وقد اضطر كثيرون ممّن لم يتمكّنوا من حجز بطاقات إلى متابعة العرض من خارج أسوار القلعة، في مشهد يعكس تعطّش الجمهور اللبناني للأحداث الفنيّة الكبرى، وإصراره على دعم استمراريّتها رغم الظّروف.
وتتواصل المهرجانات في الثّامن والتّاسع من شهر آب بعروض موسيقيّة يحييها الصّوت الذّهبي هبة طوجي، في أمسية خاصّة تحمل توقيع المبدع أسامة الرّحباني، لتكمل بذلك مهرجانات بعلبك مسيرتها التّاريخيّة كأحد أبرز المواعيد الثقافيّة والفنيّة في لبنان والمنطقة.
رانيا دندش