سيلين يزبك (احدى الناجيات من الغرق في السفينة تيتانيك) – بقلم الباحث والاعلامي كمال نخلة

من مذكرات سيلين يزبك نروي هذه القصة. عند وصول الناجين الى السفينة carpathia احدى النساء wimie trust سألتها احدى الناجيات هل فعلا خسرت كل شيء أجابتها wimie نعم خسرت كل شيء دون أي انفعال. ثم أردفت الناجية: خسرت كل شيء حتى أدوات التجميل. أكدت wimie ذلك، فما كان من الناجية إلا ان سحبت علبة بودرة من مخفظتها وبدأت تتبودر هي و wimie.

Wimie في قميص النوم وعليها لحاف، كان همها الاخير ان تتبرج ولكنها لعبت الدور. لم يكن الاغتراب اللبناني الحديث منذ اواسط القرن التاسع عشر حتى هذا حركة هجرة جماعية طوعية او قسرية نتيجة لحرب او لغزو من نوع الهجرات البولونية والارمنية وسواها. فقد تضافرت عدة عوامل للاعداد له منها الحوافز التاريخية المتأصلة في الروح اللبنانية التواقة دائما الى الأسفار والمغامرات ورقعة الارض الضيقة التي كانت تعج بالسكان اللاجئين اليها وتؤمن لهم الرزق الكافي، ثم عشرات الحروب والغزوات التي ارهقت اللبنانيين واستنزفت قواهم وخيرات ارضهم. والانحلال السياسي والفكري والتقهقر الاقتصادي والاجواء بجو من الجهل والاستسلام والسبات العميق الى الحكم الاجنبي الظالم.

وترامت مع الوقت اصداء النهضة الفكرية والثقافية والصناعية والحركات التحررية التي كانت تنتشر في الغرب والاقاصيص عن العالم الجديد و”مغاور الزمرد والياقوت” فانطلق اللبناني على عوز وفقر وجهل وظمأ الى الحرية نحو العوالم المجهولة، القصة واضحة: رجل يائس أمي في غالب الاحيان يحمله الطموح على مغادرة الاهل والضيعة طمعا بالكسب المادي…سماسرة مرابون يقذفون بهم في اقاصي الارض: كشة او جزدان يملأه بالأشياء الصغيرة ثم البضائع واوائل المهاجرين الى الولايات المتحده طانيوس البشعلاني صليما 1854 الى البرازيل يوسف موسى زيادة 1880 الى المكسيك صوما عواد من حصرون 1882 العديدون اللبنانيين ماتوا في غرق السفينة لان العديد منهم كان يجهل الانكليزية ما كانوا يفهموا التعليمات المعطاة ووصلوا الى حالة الرعب.

العديد من قوارب النجاة لم تكن ممتلئة كان بامكانها استيعاب عدد كبير من الركاب. قسم من القوارب خرج بثلث الحمولة.

سيلينا وزوجها درسا الانكليزية قبل السفر. انطوان غرق لانه فهم ان النساء والاولاد في الاول لهم الافضلية علما ان العديد من الرجال دخلوا قوارب النجاة مثلا قارب النجاة NP1 وصل الى السفينة carpathia وعلى متنه 12 راكب فقط سلينا يزبك في الدرجة الثالثة اصبح اسمها بعدئذ “سيلينا ديكير” وهي التي أعطت الكاتب المعلومات الهامة. زوج سيلين رفض الركوب في قارب الانقاذ وبدأ بالصراخ وبحث عن كل السبل للخروج. عدة أشخاص ارادوا العودة الى داخل السفينة للحصول على الاغراض الهامة، سيلين وجدت غرفتها عائمة بالماء وبالكاد استطاعت العودة الى سطح السفينة.

سيلين يزبك عاشت أما زوجها انطوان فقد مات… انطوان يزبك اخر أحد دخل السفينة وكان يسكن داخل سفينة انقاد. ماريانا عساف – لطيفة – ماري او جنين وهيلينا بعقليني – ناس من عائلة داغر – قيامة – مبارك – نكد – توما – وهبي – زعني – شهادة كميل ميشال طرزي كتابة “ليلة التيتانيك” الكاتب walter lord شكر الذين بقوا على الحياة واعطوه معلومات.