شهدت العاصمة الفرنسية باريس يومي 28 و29 حزيران، افتتاح القمة المصرفية العربية الدولية برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبالتعاون مع جمعية المصارف الفرنسية، بعنوان «الحوارات المصرفية المتوسطة» في حضور حكام المصارف المركزية، في عدد من الدول العربية والغربية ومن ضمنهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالاضافة الى شخصيات مصرفية عربية.
وشارك في القمة اضافة الى سلامة، رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب ورئيس جمعية مصارف لبنان جوزيف طربيه، رئيس مجلس إدارة إتحاد المصارف العربية محمد الجراح الصباح، محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دو جالو، محافظ ورئيس مجلس إدارة بنك الكويت المركزي محمد الهاشل، الامين العام لاتحاد المصارف العربيه وسام فتوح، الرئيسة التنفيذية لجمعية المصارف الفرنسية ماري آن رياتلاياني، محافظ البنك المركزي الأردني زياد فريز، محافظ البنك المركزي العراقي علي محسن اسماعيل العلاق، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك قطر الوطني أحمد الكواري، محافظ البنك المركزي في موريتانيا عبد العزيز ولد الداهي، رئيس سلطة النقد الفلسطينية عزام الشوا، الرئيس التنفيذي للبنك المركزي العماني طاهر بن سالم بن عبدالله العمري، المحافظ الجديد للبنك المركزي التونسي مروان العباسي.
وأشار طربيه في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الإفتتاحية الى إن «هدف إتحاد المصارف العربية والإتحاد الدولي للمصرفيين العرب من هذه القمة، هو تسهيل الحوارات والمناقشات بين قادة القطاع المصرفي والمالي، بالإضافة إلى مسؤولين من القطاعين العام والخاص، والتركيز على العلاقات المصرفية المتوسطية، والأمن الإقليمي، التعليم والبيئة، بالإضافة إلى فتح مجالات التعاون المثمر لتعزيز تمويل الشركات المتوسطة والكبيرة بما فيها تلك العاملة في قطاعات الغاز والنفط والمياه».
وقال «إن العلاقات المصرفية – الأوروبية، علاقات تاريخية عريقة تعود لعقود من الزمن، حيث تنتشر المصارف العربية اليوم بين فروع خارجية ومصارف تابعة، وفروع لمصارف تابعة، بشكل كبير في القارة الأوروبية، بدءاً بالمملكة المتحدة وفرنسا وسويسرا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وإسبانيا وقبرص، وصولاً إلى هولندا وبيلاروسيا، ومالطا، وموناكو ورومانيا ولوكسمبورغ وروسيا (…)».
وفي المقابل، تتواجد فروع تابعة لمصارف أوروبية كبرى مثل «BNP Paribas» و»Crédit Agricole» و»Société Générale» الفرنسيين، و»HSBC» و»Standard Chartered» البريطانيين في 14 دولة عربية، حيث يعمل في المغرب 6 كيانات مصرفية أوروبية، وفي كل من الجزائر والإمارات 5 وفي مصر 4 وفي كل من البحرين وقطر 3».
واضاف: «أما بالنسبة للعلاقات التجارية، فقد حلّت أوروبا كثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية بحصة 25.2% من مجمل التجارة العربية (…). وفي المقابل لا تحتل الدول العربية مكانة مماثلة في التجارة الخارجية الأوروبية».
كما لفت إلى «أن الدول الخليجية العربية لديها استثمارات ضخمة في أوروبا في مختلف المجالات، مثل المصارف والفنادق والعقارات وشركات الطاقة وشركات الطيران وغيرها. فيما تبدو الإستثمارات الأوروبية محدودة جداً، حيث لم تتجاوز 1% من الاستثمارات الأوروبية الخارجية».
وأكد طربيه»ان إتحاد المصارف العربية، يتطلع أن تخرج هذه القمة بقناعة، أن دول الإتحاد الأوروبي لا يمكنها المحافظة على رفاهيتها إلا عندما يتمتع جيرانها المباشرون بالاستقرار»، داعيا إلى فتح الأبواب أمام دخول سلع الدول المتوسطية إلى أسواق أوروبا، والإفادة من الإستثمارات المتبادلة، ونقل المعرفة والمهارات، وتفاهم أوسع في الميادين الثقافية والحضارية والإنسانية، من خلال التعاون في المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصولاً إلى إقامة منطقة رخاء وسلام وتبادل تجاري حر.
وقال: «إن المنطقتين العربية والأوروبية، بحاجة ماسة إلى التكامل والتعاون من أجل تقريب المفاهيم والأنظمة والقوانين، وتقليص الفروقات وتحويلها إلى فرص تكامل وقيم مضافة، فلأوروبا والعالم العربي مصالح راسخة في إيجاد حلول لتحديات كل منهما كجيران وشركاء إقتصاديين وأصدقاء، آملين التوجّه إلى اقتصادات أكثر انفتاحاً واستدامة وانصافاً، والإتحاد الأوروبي مدعو اليوم إلى مشاركة فاعلة في مسار تكوين الهوية الإنتاجية للمنطقة».