تمكّن علماء، لأول مرة، من القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية في الجينوم الكامل لفئران المختبر باستخدام عقار بطيء المفعول والتعديل الجيني.
وتوضح هذه التجربة المذهلة، التي نُشرت في Nature Communications، أن التقنية المطورة (ذات الشقين) يمكن أن تكون الأساس لأول علاج عالمي للبشر، حيث من المقرر أن تبدأ التجارب السريرية على الإنسان في الصيف المقبل.
وسابقا، عالج الأطباء شخصين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، (سرطان الدم الجزئي) وخضعا لعملية زراعة نخاع العظم المحفوفة بالمخاطر. ولكن تقنية الزرع لم تنجح لدى أي شخص آخر، وأثبتت أنها قاتلة بالنسبة للبعض، وتتطلب بفعالية أن يكون المريض مصابا بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV ) والسرطان.
وقال الدكتور هوارد إي غيندلمان، مدير مركز الأمراض العصبية التنفسية في المركز الطبي لجامعة نبراسكا: «كنا نظنها صدفة، مشكلة في الرسوم البيانية، حيث أن الخلايا التي تحمل فيروس نقص المناعة البشرية ماتت. وواجهت المجلات العلمية صعوبة في الاعتقاد بأن فيروس نقص المناعة البشرية يمكن علاجه». وأضاف غيندلمان بالتعاون مع المعد المشارك في الدراسة، الدكتور كامل خليلي من جامعة «تيمبل» في فيلادلفيا، ما لا يقل عن 20 توثيقا تكميليا إلى الورقة البحثية، لإثبات أن النتائج لم تكن مجرد صدفة، للحصول في النهاية على الضوء الأخضر من Nature Communications.
ويمكن القول إنه يصعب علاج فيروس نقص المناعة البشرية لأنه يصيب الجينوم، ويدفن نفسه في «خزانات» خفية ليكون على استعداد لشن هجوم مباغت في أي وقت.
وفي هذه الأيام، توجد عقاقير فعالة بشكل لا يصدق تقمع الفيروس، لدرجة لا يمكن اكتشافه أو نقله إلى شخص آخر، ولكن للأسف لا يمكن للعلاج الوصول إلى الخزانات الخفية، حيث توجد احتياطيات فيروس نقص المناعة البشرية.
وقبل عامين، طور الدكتور غيندلمان تقنية تسمى LASER ART، يمكن تعبئتها داخل بلورات نانوية.
وأظهر العلماء أنه يمكن استخدام هذه التقنية كعلاج ثوري لن يحتاج المرضى إلى تناوله سوى مرة واحدة في السنة، ولأن فعاليته تُطلق ببطء، سيكون تجربة أخف مع توفير الكثير من المال.