شهدت بلدية بيروت فصلاً جديداً من الفضائح التي باتت تتخطّى حدود الفساد المالي والإداري، لتطرق باب الفساد الأخلاقي والطائفي، بطلها هذه المرة رئيس مصلحة النظافة في البلدية، مارك كرم، الذي تتهمه مصادر داخل البلدية بإطلاق شتائم ذات طابع طائفي بحق البيارتة من أبناء الطائفة الإسلامية.
وبحسب المعلومات، فإن كرم دأب على التعرض اللفظي بحق الموظفين البيارتة “السنة”؛ حيث تاريخ هذا الموظف حافل بالمخالفات، إذ سبق أن أُحيل إلى التحقيق من قبل المحافظ السابق زياد شبيب على خلفية اتهامات بالتحرش، كما تم تحويله إلى التأديب في عهد المحافظين ناصيف قالوش وزياد شبيب، لكن التدخلات السياسية حالت دون محاسبته.
الفضيحة لا تقف عند هذا الحد، إذ تفاجأ موظفون في دائرة مصلحة النظافة بصوت طائفي منفّر يصدح من مكتب رئيس المصلحة، حيث وجّه شتائم علنية بحق السنّة، وعرقل مشاريعهم داخل البلدية، في سلوك يصفه العاملون بـ”الطائفي المريض” الذي لا يليق بمسؤول يتولى منصباً عاماً في العاصمة.
مصادر خاصة أكدت أنّ عدداً من ضباط ورتباء وعناصر فوج حرس بيروت من الطائفة الإسلامية، إلى جانب عدد من رؤساء الدوائر في البلدية، يعتزمون تقديم استقالاتهم احتجاجاً على ما جرى، في حال لم تُتخذ أقصى العقوبات بحق الموظف الطائفي مارك كرم، وصولاً إلى إيقافه عن العمل وعدم تجديد عقده.
رئيس بلدية بيروت، إبراهيم زيدان الموجود خارج لبنان في إجازة،لم يعلق على الحادثة.
وقد أصدر محافظ بيروت القاضي مروان عبود قراراً بفصل الموظف مارك كرم من العمل، وذلك على خلفية ارتكابه إساءة طائفية مرفوضة مست بطائفة أساسية في البلاد.
وأصرّ المحافظ عبود على اتخاذ قرار الإيقاف عن العمل رغم الضغوطات والتدخلات، لعدة أسباب أبرزها منع تكرار مثل هذه التصرفات التي تمس وحدة البلاد ووحدة مؤسسات الدولة، مؤكداً رفض هذه الممارسات جملة وتفصيلاً، لما تتعارض مع قيم لبنان وتنوعه.
وقد لقي قرار عبود استحساناً واسعاً من مختلف المعنيين، كما حظي بتأييد الأوساط السياسية والشعبية البيروتية التي ترفض كل أشكال المس بالطوائف والمذاهب.