1- عندما تتجاوز ال٦٤، من الطبيعي، أن تبدأ التفكير بملامح التغيير ومعانيه إلى انتظار الألام والأمراض والمستشفيات والأدوية والدولة “الدبلة الهبلة” الغائبة في وطنك لبنان بينما في بقاع اخرى يبدأون التفكير بالحياة الجديدة الجميلة الرائعة الثانية والثالثة للسفر والمتعة وتجديد الحواس والفرح والكشف عبر زوايا العالم وجنائنه الذي هو ملكك وبين يديك… لكنك انت هنا…انت قاعد شبه مقعد تنتظر تجديد التعاقد حيثما كان متأبّطاً التقاعد والقعود في زوايا وطن فاحت روائحه “…….” في الدنيا .
أولى هذه الملامح في لبنانهم العظيم وصناديقهم التي لا عد لها ولا حصر نسيانهم ألوان صناديقهم الخاصة الأبدية وخشبها التي فيها سيودعون حيث لا يطالهم زمن ولا سؤآل ولا أجيال آتية وأعمار باعتبار أن التغيير بالنسبة لهم هي ان يرفع المواطنون سباباتهم ويروحون في إدمان النق والنق والنقد وزيارات اللامسؤولين بانتظار لحسة السمن و”فقي القملة” والمساعدات وتبادل الخبرات والعبارات ونصوص النق والنقد عبر المواقع التي لا أصداء فيها لديهم بعد أن تقعد الدنيا وتتقاعد. يبعدونك عن نفسك وعالمك مع انك آدمي ذكي ستبقى نقيا لا تحب سوى الولادات الجديدة لا التقاعد ولا القعود في أجيال حكام لوطن بليد سخيف متحير أهله جائعون ضائعون أو أزلام مذهبيون وأكياس رمل ناهبون سارقون.
ينتظر كثر مستقبلهم على أرصفة الأمم منزوعي الذخائر الإنسانية والأخلاقية ولا قيمة للعقول والأفكار في لبنانهم ولا للعلاقات التي تتقدمها أبدا هدايا الفضيات توقا للمصالح والصداقات الدنيا الشخصية والسياسية السريعة الضيقة،وتنفلش من حولكم الصراعات لكأنكم تعيشون كائناتٍ مقيمة في الغابات اليابسة المسكونة بقرود السياسات عبر سهول المواسم القاحلة في وطن لم يعرف في قواميس الدنيا حرفاً من حروف العدالة الإنسانية في الحكم.
2- حينما تشارف الستين لا توجه اهتمامك ومسؤوليتك اللتين وجهتهما خلال الستين عاماً الأولى من حياتك لمن حولك في المجتمعات الطائفية والعائلية والمذهبية والحزبية وابدأ في توجيه الدنيا لنفسك ومحيطك العائلي القريب جداً. أحببهم كما تُحب نفسك ومن حولك حتى العشق…ولو كان صحنك معمرا فقط بالقش اليابس.
3- حينما تبلغ التقاعد في الستين، يقولون لك في لبنانهمم العظيم، لم يبق لك يا سيدي إلا أقل كثيراً مما مضى..وإنك ولكنك ستبقى مسكوناً جامعاً هموم أمراضك ويأسك في حقيبة محاضراتك ومؤلفاتك وشهاداتك وغيابك وستحمل أيضاً ما تبقى من أمراض عائلتك دون ان تنسى أمراض لبنانهم الذي يتجاوز بمصائبه وقرف اخبار طوائفه وسياسييه نفايات مداخلات العالم الدولية الطافحة أو المطمورة تحت وجه هذه البسيطة الخضراء في لبنان الأخضر وفوقها.
4- سوف تنزلق مخفوراً إلى الشاشات إذا عقُلت شياطين الكهرباء والمولدات، تلك التي لا تعداد لها لتتابع الأخبار المعلوكة بأوراق الطوائف العتيقة بينما مات هذا العالم ولم يعد من مسؤولياتك ولا ايضا من اهتماماتك.. إنه ورائي ووراءك الآن مثل ورقة مهملة ولن نلتفت إليه وهذا مستحيل؛ اذن انت في سجن مسجون بدوره في أرحام لبنانك المجنون حيث تتكاثر عبره أنسال القرود وأجيالها في الأرض.
4- حينما تبلغ الستين اطلب ممن في محيطك ألا يراكمون فوق رأسك الأخبار السيئة ولا مشاكلهم المادية والعاطفية والسياسية والمدرسية والجامعية السيئة…الصغيرة وأن يعملوا لحلولها بأنفسهم دون إقحامك للتوسط لهم فيها بالشاردة والواردة.
5- تجنب الدخول في جدال او مقاهرة او شجار مع أحد من حولك فلكلٌّ من بني آدم عقله وبه راضٍ ومقتنع.. الصمت هو العقل.
6- إذا اشتريت فاعتبر المال أوساخا لا للتبذير لكن لا ترهق نفسك أبدا بالمفاصلة متقاعداً في التسعير والتوفير.. او بالتوريث وتأمين المستقبل لمن له الزمان مفلوشا امامه . اشتر فقط هدوءك وراحتك وأعصابك بفوارق السعر الذي سبق أن دفعته او ستدفعه بعد غد.
واذا كنت ميسوراً ولم يطالك مصرف صارفاً سارقا ثرواتك وعمرك وعرقك، فاجعل من لذتك أن تهدي أو تكرّم من هم أقل منك يسراً وخصوصا الفقراء الذين يملأون زوايا وطنك المتعدد الجنسيات من المحتاجين والمتسولين، ولو حرمت على نفسك سرا ما تشتهي.
العطاء عطر فوق عنق الله حيثما كان موجودا وهو قطعا في كل مكان.
7- اترك مكانك يوميا وامش امش امش حتى تُنهك وتناول قهوتك وحيدا في مقهى او مع شريكك/تك، وعد إلى بيتك للإستحمام إن كان هناك ماء في لبنانك العذب، وتمدد فوق الراااااااحة لسماع الموسيقى الكلاسيكية وحسب حيث اقنية القداسة.
8- اقلع من رأسك سخافة أو وَهْم أنك دكتور مشهور وعالم وكاتب عظيم ذو خبرة وأنك مسؤول وقادر على نصح الآخرين وتوجيههم او تصحيح أخطاء الأقربين..لا تنصح بالغاً لأنّ النصيحة خطيئة، والمتبقي لك في الحياة لا يكفي لبناء عش عصفور أو احتضان حفيدة او حفيد او إعالة أخ مُعاق ينتظرك منذ دهر مع قديسته ولا سماع منك لقريب او لصديق.
بقايا راحة بالك ونومك وهدوئك وصحتك اليوم أهم بكثير من تصحيح وطنك لبنان الأعوج بسياسييه وإعلامييه ومتقاعديه ومعظم ما فيه من الآخرين المتدفقين متعددي الجنسيات لدحرجة وطنك نحو الهاوية.
9- ركز على الشريك/ة وساعده/ها التركيز على أن الشمس تغيب بضوئها وحرارتها كلّ يوم، وقلل من الملاحظات وتصويب الأمور الباهتة وأَكْثِر من الثناء البديع..فهذا فصل رائع لا يغيب يُعدٌل ويحسن المزاج العام الجوهري الضيق المحيط كإطار سماوي لما تبقى لنا على هذه الأرض لأننا جميعا سنمكث ترابا او روحا متجددة في هذه الأرض وحسبي كذا ولست ولا أعرف في اي سماء أو تربة سأكون او تكون/ين………… إملأوا الفراغ.
10- الصمت الممزوج او الموشى ببسمة هو دواء السعادة. لا تدخل في منافسة او مشاجرة او تصحيح مع أيٌ أحد.. او لأجل أحد وتذكر أن تتفرغ لحياتك أنت ومحيطك الضيق وحدك..لا سيّما إن كنت في لبنان أو لبنانياً…. الأهم والمهم الإهتمام بصحتك وتجنب الشراهة وتقفي كذب الأطباء ومافيات المستشفيات ورميها في سلال المهملات في وطن فارغ يقعقع الناس فيه كأنهم ابناء وبنات آوى يقيمون معلٌقين مشاريع ذبائح مصفوفة تحت أجراس الكنائس وبظلال الجوامع والحسينيات وعبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي لتتخيل للحظة كذبا ان لبنانك هذا هو جنة الجنائن في العالم وبأن حواء الأولى وآدم الأول تقاربا في مدينة أو قرية من لبنانكم” العظيم”، فكانت الذراري البشرية…وتدفّق الحضارات.
باراك لكم ومبروك والمباركة كلّها لتلتة من أصول لبنانية.
11- ليس أروع من لذة القراءة بعشق ولذة الصمت والتأمل عبر الموسيقى الداخلية او الخارجية الناعمة وأن تدرك أنك لم تعد في عوالم التحدي أو الانتصار للرأي وللنفس ولتحقيق الذات. الصمت البليد زينة الحياة الباقية والأشد تعبيرا عن الحقائق لدى البلغاء.
12- لا تطري احدا بتصنع ومحاباة أو تكلف ولا تمنح الأولوية أبدا للذين قد لا يرون فيك خياراً مريحا لهم أو محببا. غايتك فقط أن تكون كي تبقى فرحا سعيدا .
13- احذر اي منصب قيادي بعد عمر الستين ولا تقع كما وقعت أنا لأنك تصدم وتموت ان كنت آدميا شربت من ثلج حرمون، وخصوصا وتحديدا في بلد او وطن حالي نسيت اسمه عفوا هو لبنان نعم لبنان تذكرته: هذا هو امامك لا لب فيه او حاضر أو مستقبل واضحاً في عقول مسؤوليه الذين……………………….إملأ الفراغ عني وارحم سبابتي بما شئت من اوصاف قد لن تجد اكثر من سلبياتها في زوايا الارض.
نسر حرمون