واصلت أسعار العملات المشفرة تراجعها يوم الإثنين، إذ طغى تصاعد التوترات جراء الحرب التجارية، وتقلّص احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي على موجة من الإعلانات الداعمة للعملات المشفرة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأسبوع الماضي.
وتتعرض الأصول عالية المخاطر، مثل العملات المشفرة، لضغوط منذ أن أشار الاحتياطي الفيدرالي في منتصف ديسمبر إلى توقف مؤقت في خفض أسعار الفائدة. الأمر الذي زاد حالة عدم اليقين هو صدور بيانات سوق العمل يوم الجمعة، والتي أظهرت ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.1% مقارنة بـ4% في الشهر السابق.
وانخفضت بتكوين بنسبة 3.7% في بداية تداولات الإثنين، قبل أن تقلّص بعض خسائرها لتُتداول عند 82,568 دولاراً بحلول الساعة 11:30 صباحاً في لندن.
وقال أوغستين فان، الشريك في مزود برامج المشتقات المشفرة “سيغنال بلس” (SignalPlus): “الارتفاع الكبير في معدلات ’البطالة الجزئية‘ إلى أعلى مستوياتها في خمس سنوات زاد من مخاوف الركود، ودفع عوائد السندات إلى الانخفاض مع تقديم توقيت خفض الفائدة إلى أوائل الصيف”.
لم تفلح المواقف الإيجابية لترمب تجاه العملات المشفرة، والتي تضمنت أمراً تنفيذياً لإنشاء احتياطي أميركي من بتكوين ومخزوناً منفصلاً من عملات أخرى، إلى جانب قمة رفيعة المستوى مع مسؤولي القطاع في واشنطن، في تعزيز ثقة السوق. وبينما تعهدت الإدارة بتمويل الاحتياطي من العملات المشفرة المصادرة وفقاً للإجراءات القانونية، فإن غياب التزامات بضخ رؤوس أموال جديدة خيّب آمال المستثمرين.
قال جيف ماي، الرئيس التنفيذي للعمليات في منصة تداول العملات المشفرة “بي تي إس إي” (BTSE): “السوق نظرت إلى القمة على أنها مخيبة للآمال، فانخفضت العملات المشفرة الرئيسية بعدما تبيّن أن الاحتياطي من العملات المرتقب سيقتصر على الأصول التي تملكها الحكومة مسبقاً”.
تمتلك الولايات المتحدة حالياً نحو 17 مليار دولار من بتكوين، إلى جانب نحو 400 مليون دولار من عملات مشفرة أخرى، معظمها تمّت مصادرته في قضايا مدنية وجنائية.