نقتدي بالنسور
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يعيش النسر 70 عاماً تقريبا ، ولكن ليصل الى هذا العمر يجب عليه بالسليقة ان يتخذ قراراً صعباً جداً ليكمل حياته.
ماذا يفعل في عمر الأربعين عندما تفقد مخالبه مرونتها وتعجز عن الإمساك بمصادر غذائه وحيث يصبح منقاره القوي الحاد معقوفاً شديد الإنحناء وبسبب تقدمه في العمر تصبح اجنحته ثقيلة الوزن تلتصق بالصدر ، ويصبح الطيران في غاية الصعوبة ؟؟؟؟
هذه الظروف تضع النسر في خيار صعب لطالما عايشته في حياتي الشاقة وعايشه البشر : إما ان يستسلم للموت او يقوم بعملية تغيير مؤلمة جدااااااااا تستغرق 150 يوما من العذاب والألم .
ماذا يفعل لمحو اخفاقاته الجسدية والنفسية ؟
يقوم بالتحليق الى قمة جبل. لنقل جبل حرمون الذي نشأت طفلا قبالته واصطدت
نسرا صغيرا ببندقية دك حيث اسموني يوما ب : نسر حرمون.
يقوم النسر بالعودة الى حيث يكون عشه الأول ويروح بضرب منقاره المعقوف بشدة على الصخرة حتى ينكسر وينتظر آلامه الهائلة على احتساء الثلوج الى أن ينمو منقاره ثم يقوم بتكسير مخالبه بمنقاره ثم ينتظرها حتى تنمو من جديد وبعدها يقوم بنتف ريشه بمنقاره بالكامل ……
بعد هذه المعاناة بخمسة اشهر أو اكثر ، يقوم النسر بالتحليق في السماء وكأنه ولد من جديد وقد يعيش بعد رحلات عذابه لمدة 30 سنة أخرى….
الحكمة احبائي:
الحياة قاسية علينا في بقعة مثل لبنان علينا تكسير حياتنا وقلبها كليا وتقشيرها وفتفتها حتى نستمر خصوصا في بلد فارغ كما لبنان إلا من الفقراء والسجون والرتابة والتخلف والمذاهب والمهاجر والمقابر واللجوء والنزوح .
وإن بدا التغيير صعبا…..لكنه الإيمان الفذ. يجب ان نؤمن بالتغيير أكثر من إيماننا بالرسل والعادات والتقاليد وحتى الأنبياء ونحاور الله وحسب .
لا خيار لنا في لبنان مثلا سوى أن ننتفض عليهم بما ملكت عقولنا وأيدينا جيلا بعد جيل من الحكام ومعظمهم من فصائل السمك المتعفن المقدد ونرميهم في البحر الأبيض المتخم بالقمامة كي نبني مساحة جديدة لنا كليا حيث ولدنا هنا ولنحافظ على تجديد أنفسنا وأعمارنا واولادنا وأحفادنا وانتماءاتنا وهندسة مستقبلنا وتاريخنا
وشرفنا أعني هذا اللبنان الهزيل أمامنا وقد قزمته بل قرضته اجيال الحكام ال….. إملأوا الفراغات بالأوصاف غير اللائقة المناسبة.
نسر حرمون