أكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أن «إسرائيل عدو، نحن نزرع القمح وهي تحرق بالفوسفور الأبيض ما لا يقل عن 65 ألف شجرة زيتون، وتحرق إسرائيل كل الشجر الحرجي، لا لشيء إلا لأنها تؤمن أنها قادرة على اقتلاعنا من جذورنا في الجنوب، ونقول لها من بعلبك، هذه الأرض التي قدمت شهداء، ستقدم أيضا من يقدم الزرع، أنت تحرقين ونحن سنزرع؛ أنتم قادرون على قتل الأبرياء والأطفال، ولكنكم لستم قادرين على قتل هذه الأمة».
جاء ذلك خلال حفل أقامته وزارة الزراعة في باحة مصلحة زراعة بعلبك الهرمل عند مدخل بعلبك الجنوبي، لإعلان إطلاق توزيع بذار القمح الطري للسنة الثانية على التوالي، في إطار خطة وزارة الزراعة لزيادة المساحات المزروعة بالقمح المخصص لصناعة الخبز.
استهل الوزير الحاج حسن كلمته بالقول: «هذه المنطقة طاهرة ومقدامة ومضيافة كقلوب أهلها، فأهلا بالفاو، وأهلا بـWFP وبأكساد، وأهلا بكل المنظمات الدولية، لا لشيء إلا لأننا صُمّت آذاننا بسماع قول إن هناك مناطق مخيفة، كل أنحاء لبنان آمنة والجيش موجود في كل المناطق. بعلبك تفتح قلبها للجميع، ونحن منفتحون على كل من يريد المساعدة والدعم».
تابع: «أهلا بكم في بعلبك مرة جديدة، سهل الخير والبركة، سهل الوفاء والعروبة، هذا السهل الذي يشكل دعامة أساسية في الأمن الغذائي الوطني والعربي. أهلاً بكم شركاء في هذه الحملة الوطنية للنهوض بقطاع القمح المعد للخبز، وعلى رأس هذا الترحيب منظمة الفاو، بمن يمثلها في لبنان، وبمن يمثل ممثلتها، لأننا نعتبركم شركاء أساسيين في هذا الملف وملفات أخرى، شكراً لكم باسم الحكومة اللبنانية وكل اللبنانيين، معارضة وموالاة، ومقاومة، ومزارعين، فكل شرائح الوطن يشكرون جهد الفاو، لأنكم تعملون على أساس استدامة الأمن الغذائي، واستدامة هذا القطاع الذي يفيد ما لا يقل عن 35 % من اللبنانيين بمسلميه ومسيحييه، بعلمانييه ومؤمنيه، وبملحديه إن وجدوا، فهذا الملف هو ملف وطني جامع. شكرا لكم على هذا المشروع الذي نطلقه للعام الثاني على التوالي، بالإضافة إلى عشرات المشاريع القائمة والقادمة، وليس آخرها سجل المزارعين الذي تخطينا فيه 45 ألف مزارع مسجَّل». أولاً: «الشكر للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، واسمحوا لي أن أمثلها اليوم كوزير وبصفتي كرئيس مجلس تنفيذي لهذه المنظمة التي هي شريكة أيضاً، ولأنني أؤمن أن العمل العربي ضمن جامعة الدول العربية مركزي وأساسي، ونحن نلتزمه كحكومة لبنانية وكلبنانيين قبل أي أحد، رغم كل ما يُحكى، نحن نلتزم العمل العربي المشترك في سبيل النهضة العربية، لأن التفرقة على الدوام لا تؤدي إلى المكان السليم. شكرا أيضاً إلى منظمة برنامج الاغذية العالمي WFP ممثلا بالصديق الدكتور عبدالله الوردات، صديق اللبنانيين، الذي همه وهدفه إفادة أكبر عدد من المزارعين اللبنانيين، بالأصل دور WFP في العالم هو المساعدات الطارئة، واليوم تغيّر هذا المفهوم نتيجة اعتبارات عدّة يقف مركزيا الدكتور الوردات وراءها. عندما التقيت في روما من يدير هذه المنظمة شكرتهم لأنهم غيروا الرؤية، واليوم تساعدنا هذه المنظمة بموضوع زراعة القمح، وفي موضوع مساعدة المزارعين، نحن لا نريد أن نتحول إلى مستجدي مساعدات غذائية، نريد أن يتم منحنا صنارة لنصطاد سمكة، وهذا ما تفعلة WFP فشكراً لكم اليوم والسنة المقبلة، لأن المشوار بيننا طويل». ووجه الشكر إلى «قيادة الجيش، القائد وفريقه الشجاع، وكل متفرعات الجيش، من أصغر فرد إلى أرفع رتبة في هذه المؤسسة التي نعتبرها في وزارة الزراعة شريكة مركزية». وشكر «الحكومة اليابانية التي هي في قلبنا ووجداننا، والشكر لسفيري اليابان السابق والحالي. وأشير إلى أنه عندما حصل الإنفجار المحزن في مرفأ بيروت، أول مدماك وضع وأعيد بناؤه هو المركز الزراعي في المرفأ، وكان برعاية وبهبة يابانية، نتمنى في المرة القادمة أن يكون بيننا السفير الياباني وسفراء الاتحاد الأوروبي الذين يشاركوننا في المشروع».
وألقى كاريم كلمة منظمة «الفاو»، فقال: «يشرفني وجودي معكم اليوم للإعلان عن بدء حملة توزيع بذور القمح. بالنسبة لمنظمة الأغذية والزراعة، تمثل هذه الحملة التزامها الثابت للتميّز والمرونة، لا سيما في مواجهة التحديات العديدة التي تهدد الأمن الغذائي في لبنان منذ السنوات الأخيرة». واعتبر أن «حملة توزيع 342 طناً من بذور القمح الطري على المزارعين والمزارعات يمثل الأمل والاستدامة».
ورأى ان «عامل الوقت أساسي في زراعة القمح إذ تتم الزراعة بين تشرين الأول وكانون الثاني من كل عام. فتوفير البذور عالية الجودة لا يعد فقط بزيادة الإنتاجية لتصل إلى 5 أو 6 أطنان بالهكتار في حال اعتماد ممارسات زراعية جيدة، ولكنه يمثل أيضا مشروعاً حيوياً لصغار المزارعين والمزارعات، مما يؤثر على قدرتهم الشرائية ويمكنهم من شراء المدخلات الزراعية الأساسية. وبفضل التمويل الذي قدمته حكومة اليابان لتطوير مشروع تنفذه منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع وزارة الزراعة، فإن توزيع 342 طنا من بذور القمح الطري يهدف الى تحسين الظروف المعيشية لـ 1250 أسرة من المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة».
كما أنوه بشراكتنا الإستراتيجية مع حكومة اليابان والتعاون مع سفارة اليابان في لبنان لتمويل هذه المبادرة المهمة إدراكاً منها لأهمية الدعم المستمر لقطاع الزراعة. كما أود أن أشكر الشركاء الموجودين معنا اليوم على دعمهم لهذه الحملة».