أقام «ملتقى دار تابت للفن» دورته الثالثة التي استمرت حتى العاشر من أيلول (اليوم) الجاري والذي سجل حضورا فنيا واسعا محليا وخارجيا.
وقال مؤسس الملتقى السيد رياض ثابت :”يهدف مشروع دار ثابت الى الجمع بين الثقافات الفنية ونعمل من اجل ذلك لدعم الفنانين سواء محليا أوخارجيا بهدف زيادة الابداع. وقررنا هذا العام اضافة النحت الى الرسم ضمن تجاوب الفنون والثقافات وهو ما ترجم بالمنحوتات الرائعة التي عرضت في الملتقى.
احتضن الملتقى أعمالاً لتشكيليين لبنانيين وعرب وأجانب ومنحوتات لأربعة عشر فناناً تجمع بين جيلين من وجوه الحداثة التجريديّة والواقعيّة، أمثال الراحل زافين هديشيان، وصاحب التجربة العريضة حسين ماضي، وإبراهيم زود البارع في جمع الواقعيّ إلى التجريديّ، ورودي رحمة ذي النزعة التعبيرية، وألفرد بصبوص أحد مشاهير هذا الفن… فضلاً عن فنانين معروفين بمزاولتهم الرسم إلى جانب النحت باحترافية تكرّست مع السنوات: الياس البزّوني، كميل حوا، شارل خوري، سعدالله لبّس، وجيه نحلة، ألفونس فيليبس، شاهين رفول ومعزز روضة وبولس ريشا وغيرهم.
أعادنا ألفرد بصبوص الذي فارقنا عام 2006 إلى أعماله التي تشهد على عصاميته وواقعيته مستلهماً الواقع بنزعة مثالية ورمزيّة تتكئ على الأساطير الشرقية. منحوتة الرائد زافين هديشيان «تحية لرودان» (برونز) منسابة في تناغم لا متناهٍ. ومن هديشيان إلى سعدالله لبّس الذي ينحت في الحجر والرخام أشكالاً هندسية تشي بالدورة الطبيعية للحياة، وأحياناً بقسوة العالم الحديث. حسين ماضي المكرّس رسّاماً، شاء خوض تجربة النحت بمادة الفولاذ تحت عنوان «الثورة»، ليصوغ بهذه المادة المقاومة للصدأ أشكالاً مجرّدة، ملهمة، تبعث بدورها على الدهشة والإحساس بجوهر الفكرة ودلالاتها.
من ناحيته يطوّع النّحات العصاميّ بولس ريشا (مواليد 1936) الحديد بمهارة لافتة وليونة تصبّان في المنحى التعبيريّ الرمزيّ، في تناسق مبهر. إلى أربع منحوتات لشاهين رفّول مقيماً حواراً حجريّاً بين خشونة ونعومة حتى إنّنا نتوق إلى تحسّسها برؤوس الأنامل.
أمّا الفنان المخضرم إبراهيم زود، فمادّته منذ البدايات هي الخشب الذي ينحت فيه بإحساس الشاعر جامعاً بين التقليديّ والحديث، لبلوغ تكوين نحتيّ مكتمل ينطوي على متعة بصريّة.
ضمن الملتقى، تُعرض أيضاً أعمال للفنان الراحل ألفونس فيليبس الذي عاش طوال حياته في لبنان. هو ألماني الأصل، درس النحت في «الجامعة اللبنانية الأميركية» و«الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة». قدم فيليبس مواهبه الإبداعية في مجالات أخرى، إذ صمّم الأزياء المسرحية والسينوغرافيا لأعمال المعلّمين منير أبو دبس وريمون جبارة، بالإضافة إلى تزيين النوافذ للعديد من المتاجر الكبرى، مستخدماً مهاراته لإنشاء مؤثرات خاصة مصممة لكل مكان.