اقتربت الصين والولايات المتحدة بالفعل بشكل خطير من نوع من أنواع الحرب، سواء كانت حرباً اقتصادية شاملة أم حرباً عسكرية
ونشرت مجلة «تايم» الأميركية تقريراً للكاتب راي داليو، وهو مستثمر ومؤلف كتاب «مبادئ التعامل مع النظام العالمي المتغير، يقول في بدايته، إنه قرر دراسة الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق المالية واقتصاديات البلدان العالمية، لذلك ألقى نظرة على 3 أحداث مهمة في التاريخ حدثت في الفترة من 1930 إلى 1945، وهي:
1- أكبر حجم للديون، وأسرع معدلات نمو لهذه الديون وشرائها، وأكبر مبالغ يقوم بطباعتها البنك المركزي.
2- أكبر الفجوات في الثروة والدخل والقيم.
3- أكبر صراع دولي بين القوى العظمى، وأهمها بين الولايات المتحدة والصين.
وبحسب الكاتب، يُظهر التاريخ أن التحولات المؤلمة تحدث في الحالات التالية:
– عندما يكون هناك حجم هائل من القروض تؤدي إلى انفجار فقاعات الديون وتسبب الانكماش الاقتصادي.
– وجود صراعات كبيرة داخل البلدان بسبب الثروات الكبيرة وصراعات القيم التي تفاقمت بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.
– صراعات دولية كبرى بسبب القوى العالمية الصاعدة التي تتحدى القوى العالمية القائمة في وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية.
ثم قدم الكاتب ملخصاً سريعاً لما توصل إليه في دراسته من خلال 5 عناصر كالآتي:
1- القوة المالية/الاقتصادية:
في الولايات المتحدة، نحن الآن في الجزء الأوسط مما أسمته الدراسة دورة الديون قصيرة الأجل. ويتزامن ذلك مع التضخم الذي يسبق الانكماشات الاقتصادية التي من المحتمل أن تأتي خلال 18 شهراً القادمة.
2- قوة النظام المحلي:
في العديد من البلدان، وأهمها الولايات المتحدة، شهدنا نسبة متزايدة من السكان المتطرفين الشعبويين (حوالى 20-25% من اليمين متطرفون و10-15% من اليسار).
وأثناء دراسته التاريخ، رأى المؤلف أن النزعة الشعبوية المتزايدة والصراع المتنامي يحدث مراراً عندما تكون هناك فجوات كبيرة بين الثروة والقيم في الوقت ذاته الذي تكون فيه الظروف الاقتصادية سيئة.
3- قوة النظام العالمي الدولي:
من المرجح أن تزداد حدة الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، وأن تؤدي التوترات السياسية إلى زيادة العدوانية تجاه بكين.
4- عوامل الطبيعة:
من الصعب التنبؤ بأفعال الطبيعة بدقة، ولكن يبدو أنها تزداد سوءاً، ومن المرجح أن تكون أكثر تكلفة وأضراراً خلال سنوات العقد القادم بسبب تغير المناخ.
5- التكنولوجيا:
ماذا يمكن أن نتوقع من التكنولوجيا والإبداع البشري؟ السؤال مثل أفعال الطبيعة تقريباً، من الصعب أن نعرف بالضبط، خصوصاً أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث مكاسب هائلة أو تدمير هائل، اعتماداً على كيفية استخدامه. والشيء الوحيد الذي يمكننا التأكد منه هو أن هذه التغييرات ستكون مؤثرة للغاية.
ويختم الكاتب تقريره بالقول «قد يكون من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكننا تغيير مسار الأحداث مادياً، لذا فإن الأهم بالنسبة لمعظم الناس هو تصور الأسوأ، لأننا إذا تصورنا الأسوأ، سنكون مستعدين له».