بقلم سايد فرنجية
كانت مصر و السودان تحت الاستعمار البريطاني في ارتباط ثنائي بأرجحية مصرية في وحدة وادي النيل .
بعد قيام ثورة ٢٣ تموز عام ١٩٥٢ أقرت قيادة الثورة بقيادة جمال عبد الناصر اجراء استفتاء في السودان لتقرير مصيرها في مسألة ارتباطها بمصر او الاستقلال .
قرر الشعب السوداني استقلال السودان فناله في العام ١٩٥٦
قررت قيادة ثورة ٢٣ تموز المصرية العمل على جلاء القوات البريطانية عن مصر ، كما قررت تأميم قناة السويس رداً على هذه القرارات شنت بريطانية و فرنسا و اسرائيل عدواناً على مصر ادى الى انتصار مصر واجبار قوات العدوان الانسحاب من مصر .
دعم السودان الحديث الاستقلال مصر و ادان العدوان .
بعد هذه الاحداث تنبه الغرب الاستعماري و الولايات المتحدة الاميركية و الكيان الصهيوني الى اهمية السودان و موقعه الاستراتيجي و ثرواته فرسم مخطط التدخل في السودان و أضعافه و تفكيكه و أشغاله بالأنقلابات العسكرية و الحروب الأهلية .
في عام ١٩٥٨ بعد الأستقلال بسنتين و تزامناً مع قيام حلف بغداد قاد الفريق ابراهيم عبود اول انقلاب عسكري في السودان . استمر الفريق عبود في الحكم حتى عام ١٩٦٤ في عهده ورثت واشنطن الاستعمار البريطاني وبدأت العلاقات الاميركية السودانية تتطور و بدأت واشنطن بتنفيذ مخططها بنهب ثروات السودان و اذكاء الصراعات و دعم مشاريع تقسيم السودان .
في ٢١ تشرين الاول عام ١٩٦٤ أطاحت انتفاضة شعبية بحكم عبود و أعادت الحكم المدني للسودان .
لم يستمر الحكم المدني طويلاً فقد اطاح به عام ١٩٦٩ انقلاب عسكري قاده الفريق جعفر النميري الذي دعم من بعض القوى القومية و الوطنية . في بداية عهده حصل توتر في العلاقات الاميركية السودانية .
في عام ١٩٧١ بدأت تظهر ملامح تغيير في سياسة النميري الخارجية لمصلحة العلاقات مع اميركا . انكشف نمط علاقاته الايجابية مع واشنطن بعد الاعلان عن دور النميري في صفقة ” الفالاشا” و مشاركته بنقل الاف اليهود الاتيوبيين ” الفالاشا ” الى اسرائيل .
قادت القوى الوطنية و اليسارية بقيادة الحزب الشيوعي السوداني انتفاضة شعبية ضد النميري و حكمه مدعومة بحركة تمرد من الضباط اليسارين بقيادة العميد هاشم العطا . تحركت واشنطن دفاعاً عن صديقها النميري بالضغط على عدد من الضباط بدعم النميري و طلبت بعد التهديد من معمر القزافي ان يسقط الطائرة العسكرية السودانية التي تمر بأجواء ليبيا و يتواجد فيها ضباط سودانيين بينهم القائد هاشم العطا و امين عام الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب . اجبر سلاح الجو الليبي الطائرة السودانية على النزول في ليبيا ، و لما حطت الطائرة في مطار ليبي ، القي القبض على الضباط و المحجوب و تم أعدامهم .
في نيسان عام ١٩٨٥ سقط النميري و خلفه قائد الجيش المشير اسوار الذهب الذي تسلم السلطة بشكل مؤقت و لمدة سنة تم فيها اجراء انتخابات نيابية بعدها سلم اسوار الذهب السلطة للمدنيين . ” هذه التجربة حصلت لمرة واحدة في تاريخ الأنقلابات العسكرية ” .
في تموز عام ١٩٨٩ نظمت الجبهة القومية الأسلامية بقيادة حسن الترابي و الفريق عمر البشير انقلاباً عسكرياً في السودان .
في ٢٣ نيسان عام ١٩٩٠ سيطرت مجموعة من الضباط على وحدات عسكرية منها سلاح المدرعات و مطار الخرطوم انتهت بأعدام القائد بشير ٢٨ ضابطاً برتب مختلفة .
بقي الفريق بشير بالسلطة و في عهده تصاعدت حرب انفصال الجنوب و ادت الى سقوط حوالي ١،٨ مليون و ثمانماية الف قتيل و جريح و أنتهت الى انفصال الجنوب عن السودان و قيام دولة الجنوب بدعم اميركا و الكيان الصهيوني و بعض دول الغرب .
سايد فرنجية