أطلقت «الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب»، بالتعاون مع كلية العلوم الزراعية والغذائية في «الجامعة الأميركية» في بيروت مشروع «مكافحة الآفات الزراعية بواسطة الأعداء الطبيعية»، برعاية المدير العام لوزارة الزراعة الدكتور لويس لحود، خلال لقاء نظمته في قاعة «الأكاديمية الزراعية» ضمن «القرية الزراعية» في سهل بعلبك، في حضور رئيس مصلحة الزراعة في بعلبك الهرمل الدكتور حسين الديراني وفاعليات زراعية ونقابية وبلدية واجتماعية.
اللقيس
وأكد مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس أن «الهدف من مشروع القرية الزراعية كان وما زال دعم المزارعين، ونطلق اليوم معا هذا المشروع الذي يعد خطوة إضافية في مسار دعم المزارعين وتحسين القطاع الزراعي». وأشار إلى أن «الجمعية تعتمد استراتيجية مبنية على ثلاثة عناصر هي: المزارع وما يمتلكه من خبرات ومهارات، لذا نعمل على تدريب المزارعين من أجل تحسين المستوى العلمي لديهم وتطوير قدراتهم، والعنصر الثاني دعم المدخلات الزراعية، من أجل تخفيف عبء الاستيراد على المزارعين وما يتطلبه ذلك من امتلاك للعملة الأجنبية، لذا من الضروري البدء في صناعة وتأمين ما تحتاجه الزراعة من مدخلات، والعنصر الثالث حماية الموارد، وذلك من خلال العمل على تحسين جودة الأرض والاستفادة منها في كل المواسم، وكذلك الحفاظ على الموارد المائية، ولقد عملنا على إيصال المياه الى الأراضي الزراعية من خلال إنشاء حوالي 91 كلم من الأقنية المائية». وتابع: «التركز في عملنا مع المزارعين على كيفية وصولهم الى السوق والتخلي عن فكرة انتظار الشاري. كما يهمنا تعزيز القدرات الإبداعية والابتكار وتحسين العلاقات وخلق شبكات للتواصل والتشبيك، ونحن اليوم على اتصال مع حوالي 2000 مزارع، أفسحنا لهم وللجمعيات والتعاونيات الزراعية المجال للتجمع واللقاء هنا في هذه القرية الزراعية وهذه الاكاديمية، لأننا نؤمن بأن التفكير المشترك والحوار وتبادل المعلومات والخبرات هو ما يحقق الاستدامة على عكس المساعدات الموقتة التي ينتهي مفعولها سريعا».
أبو جودة
وبدوره، شدد الباحث في الجامعة الأميركية الدكتور يوسف أبو جودة على «أهمية المشروع والذي كانت قد بدأته كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت بالتعاون مع وزارة الزراعة». وأضاف: «يهدف مشروع مكافحة الآفات الزراعية بواسطة الأعداء الطبيعية إلى حماية صحة المواطن اللبناني، وخلق بيئة زراعية سليمة وأمينة، من أجل إنتاج غذاء سليم، من هنا كانت فكرة المشروع بتخفيف المبيدات الزراعية وبالتالي تقليص نسبة ترسباتها في المنتجات، وكما هو معروف تواجه المزروعات العديد من الآفات، وإذا لم نعالجها نخسر الموسم الزراعي. وهناك العديد من الوسائل لمعالجة هذه الآفات، ومن الوسائل الآمنة مكافحة الآفات بواسطة الأعداء الطبيعية». وركز على «أهمية التعاون بين المزارع والأبحاث الزراعية والإرشاد الزراعي». وعرض تجربتين ناجحتين في كل من جبيل والرميلة.
لحود
وشكر لحود الجمعية على «هذا اللقاء المهم والذي يدخل في إطار عملية النهوض الاقتصادي»، ووجّه تحية للمزارعين والعاملين في القطاع الزراعي في بعلبك الهرمل، وقال: «رغم الظروف الصعبة فإن عمل الوزارة لم يتوقف خلال الأزمات المتلاحقة، وأقول لكم لا تيأسوا، صحيح أن القطاع الزراعي لم يعط حقه على مدى العقود الماضية وموازنته لم تتجاوز 0.8 في المائة ، ولطالما ناشدنا بأنه قطاع حيوي وأساسي، ولكن لم يكن هناك قرار لدعم الزراعة. ومع الأزمة الاقتصادية بدأت تظهر آثار الإهمال المزمن للقطاع الزراعي، فكان من الضروري الإسراع للتعويض، لذا بادرنا إلى اتخاذ مجموعة خطوات منها، الاتصال بالمرجعيات الروحية والدينية من أجل استثمار أراضيها، والتواصل مع البلديات كي تضع أراضيها في خدمة المزارع، وكل ذلك بهدف تحقيق الأمن الغذائي». وأضاف: «باشرنا بمشروع مع البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار سيخصص جزء منه لمنطقة بعلبك الهرمل، سيركز على تحسين البنية التحتية للقطاع الزراعي. وهذا اللقاء أيضا نموذج للتعاون العلمي بين الجامعات والجمعيات والمزارعين والوزارة، وفي هذه المناسبة أقول ان قرارنا باستيراد الأعداء الطبيعية كان صائبا، لأنه عندما نعمد الى ترشيد استهلاك المبيدات تتحسن سمعة المنتج اللبناني». وأعلن: «وزارة الزراعة لن تسمح بتصدير منتجات تحمل ترسبات المبيدات وذلك لحماية الإنتاج المحلي وإعادة الثقة بالمنتج اللبناني. وفي هذا السياق أطلب من القوى المعنية التشديد في موضوع تهريب الأدوية والمبيدات غير المرخصة، كما بدأنا ورشة مع وزارة الاقتصاد لإعادة تقييم الاتفاقيات الزراعية».
وأردف لحود: «علينا جميعا التعاون لحماية الأحراج، فالوزارة لا تملك العدد الكافي من المراقبين وحراس الأحراج، لذا أناشد البلديات في نطاقها العقاري الحفاظ على الثروة الحرجية».
وفي ختام اللقاء تم توقيع اتفاقية «مكافحة الآفات الزراعية بواسطة الأعداء الطبيعية».