مع نهاية الحرب العالمية الثانية أنعقد في عام ١٩٤٤ مؤتمر بريتون وودز حيث أطلقت الولايات المتحدة الأميركية قيام النظام المالي العالمي و جعله بستند على الدولار الأميركي بشكل اساسي بتغطية الأحتياط الكبير للذهب في الولايات المتحدة الأميركية .
ربط النظام الجديد عملات كل الدول في العالم بالدولار بأستثناء الاتحاد السوفياتي و المنظومة الأشتراكية ، من خلال سعر ثابت ب ٣٥ دولار للاونصة الذهبية . الأمر الذي شجع المصارف حول العالم على اعتماد الدولار في أحتياطاتها المالية ، و أصبح الدولار الأميركي العملة الاحتياطية الأولى في العالم .
مع قيام الأمم المتحدة ، و أنشاء مجلس الامن الدولي ، و تشكيل صندوق النقد الدولي و البنك الدولي ، تشكلت مؤسسات الهيمنة الغربية و لا سيما الاميركية سياسياً وأقتصادياً و أطلقت هيمنة الدولار الأميركي على مالية العالم .
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية أستخدمت اميركا السلاح النووي ضد مدينتين ” يوكاهوما و ناكازاكي ” في اليابان .و شنت في صراعها مع الأتحاد السوفياتي الحروب في الصين وساهمت بتقسيمه الى دولتين و في فيتنام و قسمتها الى دولتين و كذلك في كوريا التي قسمتها الى دولتين . كما شنت عشرات الحروب للسيطرة على الدول التي كانت تحت سيطرة الاستعمار الاوروبي البريطاني و الفرنسي بعد ان اصابهما الضعف .
لقد نشرت أميركا قواتها العسكرية و اساطيليها في البحار و المحيطات و انشأت حوالي ٨٥٠ قاعدة عسكرية في مختلف انحاء العالم .
لقد أنفقت اميركا المبالغ الكبيرة على هذه الحروب كما انفقت مبالغ على الرعاية الأجتماعية في الداخل فلجأت الى الاستدانة فتضخم الدين العام ، امام الانفاق الكبير و أرتفاع مستوى الدين العام قررت واشنطن القيام بطباعة الدولار بكميات اكثر مما يمكن دعمه و تغطيته بالذهب بالسعر المحدد ب ٣٥ دولار لأنصة الذهب .
في عام ١٩٦٧ زادت كميات الدولارات المتداولة بشكل كبير بالنسبة لمقدار كميات الذهب الذي يدعم الدولار ، الأمر الذي شجع الدول على استبدال دولاراتها بالذهب مما ادى الى استنزاف المعروض من الذهب الاميركي بمعدل ينذر بالخطر فأنهار مجمع لندن للذهب و بدأت مؤشرات أنهيار النظام النقدي .
في ١٥ اب عام ١٩٧١ اعلن الرئيس الاميركي نيكسون نهاية أحادية الجانب لنظام بريتون وودز و قطع أخر أرتباط للدولار بالذهب .
شكل انتهاء دعم الذهب للدولار تغييرات جيو سياسية و مالية .
للخروج من مأزقها قامت واشنطن بصفتها من اكبر المستهلكين للطاقة بربط عمليات شراء النفط بالدولار الاميركي ، ومن ذلك الحين ظهر مصطلح البترو دولار .
—————
منذ فكت الولايات المتحدة ارتباطها بمعيار الذهب في العام ١٩٧١ عملت البنوك المركزية في العالم وفقاً لمعيار الدولار الأحتفاظ بأحتياطاتها النقدية الأجنبية على شكل سندات الخزينة الاميركية والودائع المصرفية الاميركية و الاسهم و السندات التابعة للشركات الأميركية . هذا الوضع انتج معياراً جديداً اتاح لواشنطن ان تمول انفاقها العسكري و الاستحواز الأستثماري على حساب الدول الاخرى عبر أصدار سندات دين بالدولار التي ساهمت بتغطية عجز اميركا في ميزان المدفوعات
هذا الأمتياز النقدي التعامل بالدولار مكن واشنطن من فرض سياساتها على بقية دول العالم .
لم يعتقد احد أن النظام العالمي القائم منذ عام ١٩٤٥ سوف يضعف و يتعرض للتفكك .
في نهاية عام ١٩٧٩ و أوائل عام ١٩٨٠ انفجرت أزمة مالية في الاقتصاد الأميركي أدت الى أنهيار الأسواق المالية أجبرت المصرف الفدرالي الأميركي على رفع الفائدة الى ٢٠٪ في المئة الأمر الذي أنعكس سلباً على الدولار الأميركي .