بقلم سايد فرنجية
الاحداث و المتغيرات التي شهدها الكيان الصهيوني مؤخراً ليست ازمة عابرة بل هي الازمة الاعمق في تاريخه ، انها أزمة وجود و
هوية و ضعت الكيان على مفترق خطير و في حالة صراع داخلي غير مسبوق ،
أحدثت شرخاً في المجتمع الصهيوني و قسمته الى معسكرين متصارعين ،
معسكر اليهود الغربيين ” “الأشكناز ” و هم صهاينة ليبراليون و علمانيون : احزاب العمل و ميرتس و الهستدورت و نخب الجيش .
معسكر اليهود الشرقيين ” السفارديم ” صهاينة يمينيون و قوى دينية احزاب اليكود و شاس و حريديم و الصهيونية الدينية و القوة اليهودية .
جمع المشروع الصهيوني اليهود من اصقاع الارض لبناء الكيان و دولته .
الكيان مجتمع يهودي خليط من قوميات عرقية الأشكناز يهود غربيون و السفارديم يهود شرقيون ،
و اليهود السود الاثتيبيون ” فلاشا” و اليهود الروس و اليهود من اصل عربي و يهود من اميركا الاتينية . تنقسم هذه القوميات الى تيارات و احزاب و معسكرات متناحرة .هؤلاء شكلوا جماعات دينية متواجدين في اصقاع الارض و لكنهم لم يشكلوا شعباً واحداً .
تتناسل أزمة الكيان الأسرائيلي و تتمظهر في انقسام سياسي و اجتماعي و ايدولوجي يتجاوز الانقسام و التصدع ليصل الي صراع على هوية الكيان بين معسكرين ..
معسكر الأشكناز و هم اليهود الغربيون الذين أسسوا الكيان الصهيوني على ارض فلسطين و مارسوا القتل و التطهير العرقي ضد الفلسطينيين و طردهم من ارضهم و منازلهم .
لقد سيطر الأشكناز على المؤسسات السياسية و العسكرية و المواقع الاقتصادية و النقابية طوال اكثر من خمسة عقود .
معسكر السفارديم اليهود الشرقيون الذين عاشوا في المواقع الااجتماعية الهشة
لكن حصلت تحولات داخل التيار الديني منها صعود قوة الحريديم بعد ان كانوا معزولين عن السياسة فقد دخلوا السياسة بفعل تكاثرهم بوتيرة سريعة .
الحريديم تيار ديني متطرف يعيش وفقاً لشرائع دينية توراتية صارمة لا يدفعون سوى نسبة ٢٪ من ضريبة الدخل ، و لا يخدمون فيى الجيش بل يخدمون في كتائب عسكرية خاصة بهم .
من كان يعتبر من هوامش في الكيان أصبح في موقع القوة .
بعد سنوات من تشرذم اليمين المتطرف و اليمين الديني حصل تحالف ضم هذه القوى و خاضوا المعارك السياسية و الاقتصادية و الانتخابية ضد احزاب و قوى الاشكناز .
رفعت قوى التحالف اليميني شعاراتها و برنامجها منها :
لا شريك لنا في ارضنا ارض الميعاد و في دولة اسرائيل ، و تغيير هوية الكيان من صهيوني الى ديني يهودي و الشرعية تعود الى المرجعية الدينية و مجالس الحاخامات .
هذه الشعارات عبر عنها حاخامات الحريديم و بتائيل سمو ريتش وزير مالية العدو في مؤتمر صحافي في باريس معلناً :
” دولة أرض اسرائيل الكبرى ” هذه الدولة تضم
كامل فلسطين و الاردن و أجزاء من لبنان و سوريا .
الكيان الصهيوني ليس استثناء و ليس اسطورة انه مليء بتناقضات قاتلة .
الازمة المتمادية و المتفجرة في الكيان وضعت اسرائيل في مخاض عسير و مخاطر كبرى .
ان الصراع الفعلي بين قوى الأشكناز و السفارديم هو صراع ديني و ثقافي على هوية الكيان و بنيته السياسية و الاجتماعية و الثقافية .