تراجعت الليرة اللبنانية بشكل مخيف، وانزلق لبنان الى دوّامة ارتفاع أسعار الاستهلاك… هذا الانزلاق لا يرتبط بشكل مباشر بما يعيشه الاقتصاد العالمي من تضخم في الاسعار، بل هو ناتج عن استمرار انهيار العملة المحلية التي فقدت أكثر من 95٪ من قيمتها، ما انعكس ارتفاعا بأسعار السلع المستوردة والخدمات وحتى السلع المصنعة محليا نظرا لارتباط كلفة إنتاجها بأسعار الطاقة والمواد الاولية المستوردة هي ايضا. وتكمن المفارقة في ان مؤشر اسعار الاستهلاك في لبنان يسجل ارتفاعات غير مألوفة. فمثلا كشفت بيانات ادارة الاحصاء المركزي، ان اسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الروحية، سجلت ارتفاعا فاقت نسبته الـ6000 بالمئة، هذا يعني ان لبنان يمرّ بحالة من عدم اليقين، حيث تتفاقم هذه الحالة مع توسع الشلل في مؤسسات الدولة والادارات العامة، اضافة الى تسجيل العملة الوطنية تراجعات قياسية، ما ينعكس إرباكا في الاسواق المالية والاستهلاكية، وأخيرا فقد سجل مؤشر تضخم الاسعار في لبنان ارتفاعا بنسبة 142 بالمئة خلال العام الفائت فقط. ويتساءل المواطنون عما ستكون عليه الحال في هذا العام 2023.
