وافقت دول تحالف «أوبك بلاس» الذي يضم دول منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين من خارجها بينهم روسيا، خلال اجتماعها في فيينا، على قرار بخفض كبير في الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم اعتبارا من تشرين الثاني، حسب أمير حسين زماني نيا ممثل ايران في الكارتل . ويحد القرار من الإمدادات في سوق تعاني شحا ويرفع الأسعار في وقت ضغطت الولايات المتحدة وغيرها من الدول لضخ المزيد، ما قد يثير حسب مراقبين غضب إدارة جو بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية ويدفعها إلى سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية.
وبالفعل، أعلن البيت الابيض ان الرئيس بايدن يشعر بخيبة امل من قرار «اوبك» لقصر النظر بخفض الانتاج، مشيرا الى ان إدارة بايدن ستتشاور مع الكونغرس حول ادوات وآليات اضافية لتقليص تحكم «اوبك بلاس» في اسعار الطاقة.
ويؤدي الخفض إلى تعافي الأسعار التي تدنت إلى نحو 90 دولارا بعدما كانت بلغت قبل ثلاثة أشهر 120 دولارا، جراء مخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار.
وكانت مصادر قالت هذا الأسبوع إن التحالف، الذي يضم السعودية وروسيا، يعمل على تخفيضات تتجاوز المليون برميل يوميا، فيما قالت مصادر أخرى إن التخفيضات قد تقترب من مليوني برميل يوميا.
كما ذكر مصدر مطلع بأن الولايات المتحدة تضغط على منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) حتى لا تمضي في خفض الإنتاج وتقول إن أساسيات السوق لا تدعم الخفض. كما أفادت مصادر بأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التخفيضات قد تشمل تخفيضات طوعية إضافية من قبل أعضاء مثل السعودية أو ما إذا كانت قد تتضمن النقص القائم فعلا في إنتاج الدول المنتجة.
وقال محللو «سيتي جروب» في مذكرة: «إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية». وأضافوا «قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية».
كما توقع جيه.بي مورجان أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.
ويتهم الغرب روسيا باستغلال الطاقة كسلاح، وخلق أزمة في أوروبا قد تضطر معها إلى تقنين الغاز والكهرباء هذا الشتاء. في المقابل تتهم موسكو الغرب باتخاذ الدولار والأنظمة المالية مثل سويفت سلاحا ردا على إرسال روسيا قوات إلى أوكرانيا في شباط. ومن الأسباب الذي تجعل واشنطن ترغب في أسعار نفط منخفضة هو سعيها لحرمان موسكو من عائدات بيع النفط.
من جانبه، صرح وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي للصحافيين: «القرار سيكون فنيا، وليس سياسيا». مضيفا: «لن نحولها لمنظمة سياسية»، موضحا أن المخاوف من حدوث ركود عالمي ستكون من بين الموضوعات الرئيسية المطروحة على طاولة النقاش.