بمراسم مهيبة شيع في العاصمة البريطانية لندن جثمان الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بحضور الملك تشارلز الثالث وأعضاء الأسرة المالكة، ومئات من قادة العالم والمسؤولين، إلى قلعة وندسور حيث تمت مراسم الدفن.
وشارك مئات الآلاف من الأشخاص المحتشدين في شوارع لندن، فضلا عن متابعة الملايين حول العالم مسيرة النعش الملكي، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في تاريخ البلاد الحديث.
وعقب القداس في كنيسة ويستمنستر، نُقل التابوت -المصنوع من خشب البلوط والمغطى بالعلم الملكي مع التاج الإمبراطوري- على عربة مدفع عبر وسط لندن، مرورا بمقر الإقامة الرسمي قصر بكنغهام إلى قوس ولينغتون في هايد بارك كورنر، حيث تبعه الملك تشارلز وأفراد العائلة المالكة سيرا على الأقدام لمسافة 2.4 كيلومتر، ووصلوا إلى قلعة وندسور غرب لندن،حيث جرى قداس آخر في كنيسة سانت جورج.
وقبل ذلك، استغرق نقل النعش من القصر إلى كنيسة ويستمنستر 8 دقائق، حيث حُمل على عربة يجرها 142 من جنود البحرية.
ودفنت الملكة إليزابيث الثانية بجوار الأمير فيليب، الذي جمعها به رباط الزواج على مدى 73 عاما.
ويمثل ذلك نهاية فترة الحداد في أنحاء بريطانيا، لكن حداد الأسرة المالكة سيستمر 7 أيام أخرى بعد التشييع.
وكانت الملكة فارقت الحياة في الثامن من أيلول الجاري، عن عمر ناهز 96 عاما، وذلك بعد 70 عاما من توليها العرش.
وألقى الرئيس الأميركي جو بايدن -برفقة زوجته- النظرة الأخيرة على جثمان الملكة، كما سجل كلمة في سجل التعازي إضافة إلى زعماء وقادة دول.
ووصل عدد من زعماء العالم إلى العاصمة البريطانية، بينهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد وملك الأردن عبد الله الثاني والبحرين حمد بن عيسى آل خليفةكما شارك بالجنازة رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وكذلك رؤساء الوزراء المصري مصطفى مدبولي والجزائري أيمن بن عبد الرحمن والفلسطيني محمد اشتية واللبناني نجيب ميقاتي، إضافة إلى موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، والأمير المغربي مولاي رشيد شقيق الملك محمد السادس.
ومن جانب آخر، قالت وكالة رويترز إن قائمة القادة العرب في مراسم تشييع الملكة إليزابيث الثانية تشمل أيضا سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
رسالة الملك تشارلز الثالث
ومن بين ألفي شخص، تجمعوا للمشاركة في الجنازة، نحو 500 من زعماء العالم، بينهم إمبراطور اليابان ناروهيتو، ووانغ كيشان نائب رئيس الصين، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا.
ولم توجه الدعوة لحضور الجنازة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية الحرب في أوكرانيا، وهو ما اعتبره متحدث باسم الخارجية أنه «غير أخلاقي بشكل عميق» حسب ما أوردته قناة «سكاي نيوز» البريطانية.
ويغيب أيضا عن مراسم التشييع كل من سوريا وفنزويلا، وذلك بسبب عدم وجود علاقات ديبلوماسية كاملة معهما.
كما لم توجه الدعوة إلى كل من أفغانستان وميانمار، بينما اكتفت كل من كوريا الشمالية وإيران ونيكاراغوا بحضور سفرائها بالمملكة المتحدة.
ووجه الملك تشارلز الشكر للشعب البريطاني، ومختلف شعوب العالم، على رسائل التعاطف التي قدموها بعد وفاة والدته.
وقال الملك، الذي جاب المملكة المتحدة منذ وفاة والدته، في بيان «على مدى الأيام العشرة الماضية، تأثرت أنا وزوجتي بشدة برسائل التعزية والدعم العديدة التي تلقيناها من هذا البلد ومن جميع أنحاء العالم».
وأضاف تشارلز الثالث «في لندن وإدنبره وهيلزبورو وكارديف، تأثرنا بدرجة لا توصف بكل من تحمل عناء المجيء والتعبير عن تقديره للجهود التي بذلتها والدتي العزيزة، الملكة الراحلة، طوال حياتها».
ومضى يقول «بينما نستعد جميعا لوداعها الأخير، أردت ببساطة أن أغتنم هذه الفرصة لأقول شكرا لكل هؤلاء الأشخاص الذين لا حصر لهم والذين قدموا مثل هذا الدعم والراحة لعائلتي ولي في هذا الوقت الحزين».