عقد وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال امين سلام مؤتمرا صحافيا استهله بالقول: «بداية أود التأكيد أنه حرصا منا على الامن الغذائي ولقمة عيش المواطن، وحرصا منا على استكمال مسيرة الشفافية والعمل الوطني وعلى تأمين خبز المواطن وحماية شبكة الامان الاجتماعي، وحرصا منا على حماية الدولة من العصابات وسارقي الاموال العامة، سنتكلم في ثلاثة محاور أساسية في هذا المؤتمر، لأننا عوّدنا المواطن دائما على الوضوح والشفافية والتعاطي بالامور بناء على معطيات وارقام ووقائع».
أضاف: «بحوزتي ارقام ووقائع ومستندات استند اليها ومن يملك غير ذلك فليتفضل ويقدمه هنا أو أمام القضاء أو أي مرجعية، كل شيء ضمن القانون والاصول».
وتابع: «أبدأ بالمحور الاول وهو الدعم وسياسة الدعم، وسأتطرق لهذا الموضوع بشكل واضح للغاية، فسياسات الدعم العشوائية التي هدرت مليارات الدولارات من أموال المودعين والشعب اللبناني هي التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم.
نحن ورثنا سياسات دعم عشوائية وغوغائية، ادارتها كانت مبنية بأكملها على الخطأ والفساد وعدم التدقيق والمحاسبة، وقد ورثنا آخر حقبة فيها في الوزارة حيث كان ملف القمح والطحين. إن موضوع القمح والطحين قد وضع اطار له وآليات لتنفيذه في الحكومة السابقة. بعض القرارات كانت بالدعم بنسبة مئة بالمئة، وتم وضع آلية لتوزيع المواد على الافران وغيرها، وأنا منذ اليوم الاول لم اجدها مستندة على أصول علمية ودقيقة، ولكنها كانت قد وضعت بهذه الطريقة واستمرت عليها».
أضاف: «من أين لكم الحق في الدخول الى ادارة الدولة، وتعيثوا فيها فسادا، تطالبون بخبز المواطن وانتم اول من تدّخل في عمل الادارة سلبا، عبر التلاعب بجداول القسائم، وعندما صدرت محاضر ضبط منذ أسبوعين كنتم اول من تم الادعاء عليكم، وكنتم أول من يرتكب المخالفات في أفرانكم، فاتقوا الله واحترموا القانون، والزموا حدودكم في هذا المجال، لأننا أتينا لا يمكن أن تتم الامور على هذا النحو المخالف والذي لا يخدم المواطن بل عكس ذلك، لا يمكننا الاستمرار، عندنا مشكلة لموظف القطاع العام الذي نرمي عليه كل المشاكل، وانا لا أبرر لأحد، فلا يمكننا الاستمرار بتضليل الرأي العام ورمي الاتهامات دون حقائق وأصول. نريد دولة واصولا وادارة تعمل لمصلحة المواطن، اذا كانت تواجهنا مشاكل فهذا لا يبرر أن تحلوا محل الادارة، وتعملوا بما يناسب مصالحكم، ولا يعني أن تقتحموا مكتب المدير العام أو مكتب مدير الانتاج والتمويل وتدخلوا وتصرخوا، واذا لم يعجبكم الامر تخرجوا الى الاعلام وتصرحوا على هواكم».
وتابع: «نحن من توجه الى القضاء وقدمت إخبارات بحقكم وبحق غيركم، وتابعت الملف مع المدير العام، ونحن على استعداد لمتابعة الملفات حتى آخر الطريق، ومن عنده أي أمر بحقنا فليتقدم به امام القضاء. اما رمي الاتهامات جزافا لتغطية اخطائكم والتهرب من المشكلة فهذا امر غير مقبول».
واعتبر أن «ترشيد الدعم هو الأساس، سواء أكان في مجال المحروقات أم الدواء أم الطعام»، وقال: «لا يمكننا رفع الدعم لأن المال لم يعد متوافرا، فهذا خلل الدولة من الأساس».
وأشار إلى أن «50 أو 100 تاجر يريدون جني الأرباح من جراء وقف الدعم ويريدون التحرك بالسوق على هواهم ولا يلتزمون تسعيرة ربط الخبز التي تحددها الوزارة ويسرقون المواطنين».
وتابع: «لا تلعبوا دور البطولة، فبعضكم مشهور في هذه المسلسلات ويعيدها كل فترة لأن لا عمل أفضل لديه يقوم به. لن أستحضر المثل الذي يقول: «مين بيته من زجاج ما براشق الناس بحجارة»، بل سأقول مين بيته من قش ووضعه هش»، فعليه ألا يراشق الناس بكتل نارية لأنه سيحترق، وهذا امر أصعب من تكسر الزجاج، إذ من المعيب على من كانوا في السلطة منذ عشرين وثلاثين سنة أن يتفلسفوا علينا، نحن من نعمل على تنظيف ما فعلتموه وتطهيره».
وأشار إلى أن «الشعب يموت»، وقال: «نحن نحاول ايجاد الحلول للأزمة».