ما أكّد عليه ” العماد عون” في رسالته للعسكريين الخميس الماضي ، في أمر اليوم بمناسبة العيد ال ٧٧ للجيش اللبناني بأن : ” الجيش سيبقى ركيزة بنيان لبنان. لن نسمح باهتزاز الأمن ولن نسمح للفتنة أو الفوضى أن تجد لها طريقًا إلى ساحتنا الداخلية، أنتم الملاذ الأخير لشعبنا وصمّام الأمان لوطننا. سنبقى أوفياء لقسمنا وشهدائنا وجرحانا مهما اشتدّت الصعاب والمحن وعظُمت المسؤوليات الملقاة على أكتافنا، وكلّنا إيمان وثقة بأن الأزمة ستزول حتمًا. يبقى الصمود لمواجهتها مفتاح استمرارنا وثباتنا. تلك هي أولويتنا المطْلقة، وستبقى كذلك، بعيدًا عن كل التجاذبات والاتهامات ومحاولات زج المؤسسة في مهاترات لأهداف خاصة ومشبوهة. ما يعنينا، هو تماسك المؤسسة واستمرارها في أداء مهماتها، كما أمن لبنان واستقراره”.
هو كلام وطني مسؤول متزن ، وضّح فيه مرة جديدة على أن “الجيش اللبناني” سيبقى “المدرسة الوطنية” التي تذوب فيها “الفوارق الطبقية» ، و”التنافرات المناطقية” ، و”العنعنات الطائفية” ، و”التجاذبات المذهبية” ، في قالب واحد هو الحفاظ على “لبنان الوطن” الموحَّد أرضًا وشعبًا ومؤسسات.
إنها رسالة الجيش التي كانت وستبقى يّضحي من أجلها تحت ظل العلم اللبناني الواحد “وطن واحد – مصير واحد” ، يجمع به اللبنانيين ولا يفرقهم ، يصونهم ولا يبدّدهم، يحمي الشعب بيد ، ويبني مجتمع المواطنة الواحدة باليد الأخرى ، تحت ظلال “شرف تضحية وفاء” .
هكذا كان مع مؤسسه الأول “الزعيم – اللواء – “فؤاد شهاب” حارسًا لـ”الشرعية الدستورية” ولـ”لبنان السيد الحر المستقل العربي في هويته وانتمائه” ، الذي يعيش فينا ، وليس الذي نعيش فيه ، وهكذا سيبقى كما نقرأ من رسالة “العماد عون”.
لقد حافظت مرسسة الجيش على الوطن بالدم الوطني والروح الوطنية فبقى “لبنان الوطن” في أزمات ١٩٥٢، حينما حمى “اللواء فؤاد شهاب” الوطن من التفكك ، وكان خير حارس لـ”الشرعية الدستورية” ، كما حماه في أزمة ١٩٥٨ من الانهيار بقيادة “اللواء فؤاد شهاب»” أيضًا .
كما صان الوطن في أزمة ٢٠٠٥ بقيادة “العماد ميشال سليمان” ، من التفتت الطائفي ، وفي ٢٠٠٦ ابان “الحرب العدوانية الاسرائيلية” على “لبنان” كان المقاوم لبقاء “لبنان العروبة بقيادة ” العماد ميشال سليمان” ضد أطماع “العدو الإسرائيلي”.. وليس حارسًا لحدود هذا العدو … وفي أيلول – سبتمبر ٢٠٠٧ انقذ الجيش اللبناني “لبنان – الرسالة الحضارية” من ” الجمرة الخبيثة اللادينية الإرهابية” وقتلها في مهدها ، وكان بذلك أول جيش عربي يتصدى بقوة وحزم وطنيين ل ” الإرهاب المعولم” الذي لا دين له ولا وطن ، وينتصر عليه … كما صان “الوطن لبنان”، وصان “الشرعية الدستورية” بقيادة “العماد ميشال سليمان” في أحداث ٢٠٠٨ المؤسفة ، وحمى “الشرعية الدستورية” مجددًا ما بين ٢٦-٥-٢٠١٤ حتى ٣١-١٠-٢٠١٦ مع المجلس النيابي ، في غياب “الرئاسة الأولى” وهي “القائد الأعلى للجيش” .
وصان “الوطن – لبنان” بقيادة “العماد جوزاف عون” من خطر “الإرهاب المعولم” الذي لا دين ولا وطن ، في عملية “فجر الجرود” في ١٩-٨-٢٠١٧، وطرد هذا “الإرهاب المعولم” من تهديد “لبنان – الرسالة الحضارية” من حدوده الشرقية المشتركة مع سوريا .
كما لايزال يحمي بقيادة “العماد جوزاف عون” لبنان الوطن من كل أخطار الظروف الاستثنائية التي يتعرض لها بسبب حالة “الإفلاس والمجاعة” التي تعصف بكل اللبنانيين منذ خريف ٢٠١٩، ويحمي المتظاهرين السلميين الذين يُيطالبون بحقهم في الحياة وانقاذهم من هذه الحالة المؤسفة ، وهو ما كان قد دعا إليه “العماد جوزاف عون” في مارس/آذار ٢٠٢١ كل السياسين لحماية لبنان وبسرعة من أخطار حالة “الإفلاس والمجاعة” ، التي تحدق بكل اللبنانيين بما فيهم الجيش ، ووجه للسياسيين جميعًا سؤالًا : “إلى أين نحن ذاهبون؟ ماذا تنوون أن تفعلوا” ؟
وبعد ، فلقد حاولت لعبة الأمم من على أرض لبنان تمزيق “مؤسسة الحيش” بالفتنة الطائفية ١٩٧٥ – ١٩٨٩ فانتصر عليها وبقي واحداً.. شعاره “كلنا للوطن”.. كما تُحاول لعبة الأمم بتعبيد الطرق لها من الداخل ، نصب الكمائن لمؤسسة الجيش .. وهو ماكان “العماد عون” قد كشفه العسكريين منذ العام الماضي في أمر اليوم في ٢٠٢١/٧/٣٠ الذي وجهه للعسكريين قائلًا : “إن تحديات إضافية سوف تعترضنا ، كونوا على أهبة الاستعداد لمواجهتها بكل حكمة وصبر وتأنٍّ ، لا تدعوا الفتنة تتسلل إلى وطننا، ولا تسمحوا للمصطادين بالماء العكر بتحقيق مآربهم. كونوا على قدر تطلعات شعبنا وتطلعات المجتمع الدولي الذي ينظر إليكم باحترام وتقدير ويسعى لمساندتكم ودعمكم” .
وسيبقى الجيش اللبناني حارسًا ل”الشرعية الدستورية” ، كما سيبقى هو و”الشعب إيد واحدة” ، شاء من شاء وأبى من أبى .
يحيى أحمد الكعكي
القاهرة ٢٠٢٢/٧/٣١