ينظر المشاهد إلى الألفاظ المتشابهة أو المترادفة بعين الدهشة و الانبهار ، فيقف على فروق في المعنى دقيقة لألفاظ يعم تداولها دون أن يفطن الكثير من الناس إلى تلك الفروق في اللغة و لعل الأمثلة في هذا السياق كثيرة و عديدة و للكفاية بذلك من غير إطالة و لا تقصير سيتم المرور على عدد منها على سبيل الذكر لا الحصر و لعل أبرزها :
– الفرق بين الغضب و السخط هو أن الغضب يكون من الصغير على الكبير و من الكبير على الصغير بينما السخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير حصراً .
– الفرق بين الاختراع و الابتداع هو أن الابتداع إيجاد ما لم يسبق إلى مثله و أما الاختراع فهو إيجاد الشيء من غير سبب .
– الفرق بين النظر و الرؤية هو أن النظر طلب الهدى لشيء و الناظر هو الطالب لظهور الشيء و في تفسير آخر فالنظر هو التأمل لأحوال الأشياء و لا يصلح النظر في الشيء ليعلم إلا و هو مجهول و يُشاهد النظر بالعين ، و أما الرؤية فهي إدراك الرائي و العقل هو اللب الذي يوصف بأنه خالص صفات الموصوف به كما و يُوصف العقل بأنه يحصر معلومات الموصوف به .
– الفرق بين الفطنة و الذكاء هو أن الذكاء تمام الفطنة فيه معنى زائد على الفطنة .
– الفرق بين السمع و الإصغاء هو أن السمع إدراك المسموع بينما الإصغاء هو طلب إدراك المسموع بإمالة السمع إليه .
– الفرق بين التذكير و التنبيه هو أن الذكر ذلك العلم الحادث بعد النسيان لأن ذكر الشيء يقتضي أن المرء كان عالماً به .
– الفرق بين المعروف و المشهور هو أن المشهور يُعتبر المعروف عند المجموعة الكبيرة بينما المعروف فهو معروف و إن عرفه واحد و لذا يُقال هذا معروف عند فلان و لا يُقال مشهور عنده بل هو مشهور عند مجتمعه .
– الفرق بين النسيان و السهو هو أن النسيان إنما يكون عما كمان و السهو يكون عما لم يكن فالمرء يقول نسيت ما عرفته و لا يقول سهوت عما عرفته ، و بعبارة أخرى فالشيء الواحد محال أن يُسهى عنه في وقت و لا يُسهى عنه في وقت آخر بينما يجوز نسيانه في وقت و تذكره في وقت آخر .
– الفرق بين الحماقة و الرقاعة هو أن الرقاعة حمق مع رفعة و مرتبة عالية ، فلا يُقال للأحمق إذا كان وضيعاً رقيعاً و إنما يُقال ذلك للأحمق إذا كان ذا مال و جاه و مكانة رفيعة و مرتبة مميزة بين أقرانه و وسط محيطه .
– الفرق بين التصور و التخيل هو أن التصور تخيل لا يثبت على حال و إذا ثبت على حال لم يكن تخيلاً و أما التخيل فهو تصور الشيء على بعض أوصافه دون بعض فلهذا لا يتحقق و التخيل و التوهم ينافسان العلم كما أن الظن و الشك ينافيانه .
د. بشار عيسى