نجاح أيّ شخصية قائم على تكامل بين الكاتب والمخرج والممثل
نعيش في بلد يتآكله الاهمال لكن لبنان “رح يرجع” وخذلني الكثيرين من كتاب ومخرجين
إعداد : ريم وليد شاهين
منحها أهل الاعلام الكثير من الألقاب خلال مسيرتها الفنية وحفظ الجمهور كافة الشخصيات التي لعبت أدوارها، ودأب على مناداتها بأسمائها لما حققته تلك الشخصيات من نجاح انطبع في الذاكرة. هي المتميزة بعفوية أدائها الممثلة القديرة ليليان نمري التي كشفت لموقعنا “جورنال ألير” عن سرّ تميّزها وعن مصير مذكراتها وشرحت عن تكامل عمل الكاتب والمخرج والممثل لنجاح الشخصية.
من لا يعرف الكثير عن الممثلة ليليان نمري يجهل أنّها تكتب نصوص مسرحياتها وأنّها كتبت أعمالاً درامية، وأكّدت “ليلو” على أنّها سبق وقدّمت نصوصها إلى بعض المنتجين ولكنّها لم تتلقى منهم أيّ ردود، مشدّدة أنّها في الفترة المقبلة ستحاول من جديد مع آخرين، على أمل أن تحظى بفرصة ليشاهد الجمهور تلك الأعمال وتبصر النور في الوقت المناسب.
وإعتبرت أنّه يصعب تصوير عملاً فنياً عن والديها الفنانين شرنو وعلياء نمري لعدم وجود جهة منتجة باستطاعتها تمويل عملاّ فنياً مماثلاً خلال الظروف الصعبة التي نعيشها سواء لناحية التصوير أو الإنتاج نتيجة أزمة الكوفيد19 والأزمة الإقتصادية والسياسية بشكل عام. والجدير بالذكر أنّه يصادف اليوم ذكرى وفاة الراحلة القديرة علياء نمري، الرحمة لروحها .
من جهة أخرى صرّحت أنّها ستبدأ بتصوير مذكراتها الشخصية بطريقة مميزة خلال الشهر المقبل، رافضة الإفصاح أكثر عن الامر.
وردّاً على سؤالنا، أعربت ليلو أنّها لا تستطيع الإختيار بين المسرح، السينما، التلفزيون والإذاعة، ولا عن ترجيح كفّة الكوميديا أو الدراما لمصلحة واحدة على الاخرى، معتبرة أنّ الممثل عليه أن لا يحدّ نفسه، فهو ممثل وعليه أن يبدع في أيّ نوع من هذه الفنون. وأملت أن تسمح لنا الدولة بالاختيار والحلم و أن تنتشلنا من الظلام إلى الضوء، لأنّ أحداً لا يعلم ما إذا كان باستطاعتنا الاستمرار على هذا المنوال وبهذه الطريقة.
وشكرت ليلو جمهورها الذي يحفظ كلّ إسم شخصية تؤديها منذ شخصية “عفّو” في مسلسل “المعلمة والاستاذ” ولغاية شخصية جورجيت درباس درباس التي لعبتها في مسلسل “ع اسمك”، مشيرة إلى أنها تتواصل مع الناس الذين يحبونها وتحبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وشددت الممثلة القديرة على أنّ الدعم الأساسي الذي يحصل عليه الممثل والذي يثبت نجاحه يأتي من الجمهور الداعم الأوّل له ومن أصحاب الضمير في عالم الصحافة والإعلام، أكثر بكثير من الدعم الذي يتلقّاه من صنّاع الفن.
ولفتت إلى أن أيّ عمل فني يقدَّم إلى الجمهورـ مهما بلغت ضخامة إنتاجه وحرفيته لا يمكن أن يكون بلا شوائب أو ثغرات، ولكن بالفعل قد يكون هناك شخصيات صغيرة لافتة في المسلسل تغضّ بصر الجمهور عن أيّ ثغرة، فكيف إذا كانت تلك الشخصية جورجيت درباس درباس التي أطلّت في أوّل حلقة من خلال تسعة مشاهد وخطفت الأنظار، وأكّدت أنّها حاولت قبل المسلسل أن لا تكشف آيّ تفصيل عن الشخصية ليتفاجأ بها الجمهور.
وأعربت عن سعادتها بنجاحها في تقديم هذه الشخصية بضمير وجهد وبأفضل صورة، معتبرة أنّ مهما قيل من البعض، إلا أن النجاح الجماهيري المثبت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الذي حققته “ام الجوج” والتي بحسب آراء الكثيرين أنّها شخصية من الصعب نسيانها يعتبر كافيا.
وعن شخصية جورجيت درباس درباس، قالت ليلو إنّ الشخصية أضافت لها بصمة جديدة، لانّها فريدة من نوعها وقدّمت لها إنتشاراً كبيراً على مستوى العالم العربي. وواصلت حديثها: ” أضفت لجورجيت إتقان وتفاني في العمل وخبرتي الخاصة، فإيصال الشخصية عملية ثلاثية تحتاج إلى التكامل بين الكاتب والمخرج والممثل لتظهر الشخصية بأفضل صورة، بدون إغفال دور أيّ منهم”.
وأردفت : “كما أنّ شخصية” تفاحة” في مسلسل “ما فيي” منحتني إنتشاراً كبيراً في البلاد العربية خصوصا أنّ المسلسل ترجم للعديد من اللغات، فهذا أسعدني لا سيما وأنّ الجمهور الذي لمست محبته وإعجابه هم من جيل الشباب وخصوصا في العراق وكردستان.
وأضافت : ” سرّ محبة الناس لي هو سرّ رباني، فأنا دئماً أقول أنّ الكاريزما ومحبة الناس والنجاح من الله، غير أنني أجتهد وأدرس كلّ شخصية في رأسي جيداً وأتواصل مع الكاتب والمخرج لأرى كيف يتصوّران هذه الشخصية، ونحاول معاً تقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالرؤية الأخيرة للشخصية، كما أنّ الجديّة والتفاني في العمل هو سرّ النجاح”.
واعتبرت أنّ كلّ من يعمل من أجل الشهرة والمال فقط لا يستطيع أن يتفانى ويبدع في تقديم شخصيته، لأنّ على الممثل أن يعشق مهنته ويعطي من كل قلبه ويبدع في كلّ ما يقدّمه لجمهوره. وصرّحت أنّه أحياناً تخذلك بعض الأعمال لأنّ المونتاج لا ينصفك ولا تحصل على حقك في الدور بالكامل.
وقالت : ” أكيد، لا يوجد إنسان لم يتعرض للخذلان، وفي حياتي الكثير ممن خذلوني من كتاب ومخرجين. ولكن أصعب خذلان هو الذي تتعرض له من قبل الأصدقاء. وأنا أندم كثيراً على عبارة (أنت مثل إبني) لانني قلتها لأشخاص لا يستحقونها ولم يعرفوا قيمتها. وأقول شكراً لكل شخص أنصفني ولكل صحافي يمتلك ضميراً حيَّاً “.
ووصفت أزمة الكوفيد١٩ التي يعيشها العالم بـ قمّة الخطَورة، فالكورونا بمثابة ضربة قاضية غيّرت في حياة الكثير من الاشخاص، منهم من تعلّم واستيقظ من غفوته، منهم من أصبح أكثر شراسة وعنفاً خصوصا على السوشيل ميديا، فلم يعد هناك حرمة للموت. الكورونا أصابت العالم أجمع، ولكن في لبنان نعاني من قلّة قيمتنا كأشخاص، ولم تكن التدابير الوقائية كافية ولا يوجد خطة للتدابير الاستشفائية.
وختمت :” نحن نعيش في بلد يتآكله الاهمال، وأنا دائماً أحاول أن أزرع الامل من خلال منشوراتي وأقول هناك أمل بالله فقط وبقوة الله لبنان رح يرجع ولكن متى لا نعرف”.