التعليقات الجارحة وغير المقبولة التي تصل في بعض الأحيان إلى مستويات متدنية وغير لائقة، أصبحت اليوم ظاهرة متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسعى البعض وعند نشر خبر او صورة معينة الى كتابة تعليقات خارجة عن الذوق بقصد الاستهزاء او الانتقاص.
هذه الظاهرة تفاقمت بشكل كبير في الوسط الفني ، حيث اصبحت منشورات الفنانين في الفترة الاخيرة مسرحاً للانتقادات والسخرية و السب و الشتم، من قبل فئة ليست بالقليلة تجلس خلف شاشاتها تنتظر الفرصة لرمي سهام النقد، و انتهاك الخصوصيات، و التطاول على الوالدين و الطعن بالاخلاق، والتربية، و الحكم من بعيد، دون اي سبب منطقي، فقط من اجل اثبات الذات و قول: “انا هنا” .
كلمة “حامض” هي اكثر كلمة متداولة في تعليقات الفنانين و الهدف منها التنمر و التنقيص من الفنان والحكم على ابداعه دون موضوعية. هذا ما تطرق اليه الفنان و الكوميدي “سيف الدين ستيف” في عمله الاخير، و الذي اختار له كعنوان: “أنا الحامض” و هو فيديو كليب حاول من خلاله _بطريقة ” السّْلاَم” الرد على كل من يتطاول على الفنانين و ابداعاتهم دون التفكير في شدة تأثير هذه الكلمات و لو كانت بسيطة على نفسية الفنان و شخصيته و حياته الشخصية و كذلك على مردوديته داخل الوسط الفني.
و قد اختار مجموعة من الفنانين و النجوم تأييد فكرة الفنان الشاب سيف الدين ستيف؛ المغني غاني القباج و الكوميدي هيتم مفتاح زهير زائر والكوميدي اسامة رمزي و الثنائي ادريس و مهدي وجميع الفنانين الذين شاركوا و ظهروا في هذا العمل كشكل من أشكال التضامن لمحاربة هذه الظاهرة، التي ليس من شأنها أن ترفع مستوى الفن و الفنانين في البلاد بل على العكس تماما. في حين أن التعليقات الناصحة و الهادفة و البناءة تدفع بالفنان إلى الاجتهاد في كل مرة قصد ارضاء جمهور يتفاعل بموضوعية مع منشوراته.