التهاب الكبد C هو مرض كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد C ويمكن أن يسبب الفيروس العدوى بالتهاب كبدي حاد ومزمن على حد سواء، تتراوح شدّته بين المرض الخفيف الذي يدوم أسابيع قليلة والمرض الخطير الذي يستمر طيلة العمر.
فيروس التهاب الكبد C فيروس منقول بالدم، والطرق الأكثر شيوعاً لانتقال العدوى هي عبر التعرض لكميات قليلة من الدم. فقد تنتقل العدوى عن طريق تعاطي المخدرات بالحقن، وممارسات الحقن غير المأمونة، والرعاية الصحية غير المأمونة، ونقل الدم ومنتجاته دون فحص، والممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم.
تشير التقديرات إلى إصابة 71 مليون شخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن على مستوى العالم. وسيعاني عدد لا يُستهان به من المصابين بحالة مرضية مزمنة من تليف الكبد أو سرطان الكبد
لا تستدعي العدوى الجديدة بفيروس التهاب الكبد C العلاج دائماً إذ يتخلص بعض الأشخاص من العدوى بفضل استجابتهم المناعية. ولكن يكون العلاج ضرورياً إذا أصبحت العدوى بالفيروس مزمنة.
وفي المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية التي حُدثت عام 2018 يوصى بالعلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية. ومن الممكن أن يشفي العلاج بهذه المضادات معظم المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C، وتكون مدة العلاج قصيرة (بين 12 و24 أسبوعاً في المعتاد) وتعتمد على وجود تشمع الكبد أو عدم وجوده.
وتوصي المنظمة بتوفير العلاج لجميع المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن ممن تزيد أعمارهم على 12 عاماً. ولا تزال مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية باهظة الثمن في العديد من البلدان المرتفعة الدخل وبلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط. بيد أن الأسعار تراجعت تراجعاً كبيراً في بلدان كثيرة (البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدُنيا من الدخل المتوسط بصفة أساسية) نظراً إلى بدء استعمال الصيغ الجنيسة من هذه الأدوية.
وتتحسن فرص الحصول على العلاج المضاد لفيروس التهاب الكبد C لكنها لا تزال محدودة للغاية. وفي عام 2017، كان 19% (13.1 مليون شخص) من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C والبالغ مجموعهم 71 مليون شخص على مستوى العالم حسب التقديرات على علمٍ بتشخيص حالتهم في حين كان حوالي 5 ملايين شخص ممن شُخِّصت إصابتهم بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر بحلول نهاية عام 2017. ويلزم تكثيف الجهود لتحقيق الغاية المتمثلة في علاج المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C بنسبة 80% في العالم بحلول عام 2030.
ولأنّ الوقاية تبقى خير من قنطار علاج، ينصح بتجنب كلّ مسبّبات العدوى من أجل الحفاظ على صحتنا وسلامتنا.
(منظمة الصحة العالمية)