في ظل تداعيات كارثية «اقليمية»، أو «دولية» هي الأخطر بوقعها على الأمة العربية، من مشروع الرئيس الأميركي «دويد ايزنهاور» – او نبدأ بالرئيس «إيزنهاور» عن «الشرق الأوسط» في رسالته الى «الكونغرس» الأميركي في ٥-١-١٩٥٧ – حول الوضع في الشرق الاوسط، وطلب في تفويض سلطة استدام القوة العسكرية التي يراها ضرورية لضمان السلامة الاقليمية، وحماية الاستقلال السياسي لأي دولة، او مجموعة من الدول في منطقة الشرق الأوسط!!.
وقد سبق هذا «المبدأ» مشروع وزير الخارجية الأميركية «جون فوستر دالاس» ٢٦-٨-١٩٥٥ حول الشرق الاوسط – القضية الفلسطينية خصوصاً..
وقد سبق «مشروع ايزنهاور» الحرب الثلاثية على «مصر»، او «العدوان الثلاثي» على مصر من قبل، بريطانيا وفرنسا واسرائيل، من ٢٩-١٠-١٩٥٦ حتى مارس / آذار ١٩٥٧، على سيناء ومدن «قناة السويس» (السويس – بور سعيد، الاسماعيلية).
كما ان هذه «اللحظة التاريخية» تُعد بـ«تداعياتها الاقليمية – الدولية» على «الأمة العربية» مجتمعة أخطر من تداعيات «عدوان ١٩٦٧ على «مصر وسوريا والاردن»..
كما أن هذه التداعيات هي أخطر من التي واجهتها «الأمة العربية»، ما بعد انتصار «مصر» في الحرب الدفاعية ٦-١٠-١٩٧٣..
وكذلك أخطر من تداعيات «حرب العراق الأممية» .٢-٣-٢٠٠٣ التي تفجرت بعد أحداث «الحقيقة الممنوعة» في ١١-٩-٢٠٠١..
ويمكن القول إن التداعيات الحالية هي من ترددات «الفوضى الهدّامة» التي سادت «بعض» الأقطار العربية، التي فشلت في «مصر» مع ثورة «٣٠-٦-٢٠١٣».
ولوا فشلها في «مصر» في ٣٠-٦-٢٠١٣ لقُسّمت «مصر»، وامتد لهيب التقسيم والتفتيت الى «الخليج العربي» – ما عدا قطر، ولامتد ما بعد «ليبيا وتونس» غرباً، والى المشرق العربي، وليس الى «سوريا» فقط..
صحيح أنه نجح في «ليبيا»، و«سوريا» و«اليمن»، إلاَّ أنه بدأ منذ فترة وجيزة بالتقهقر في «ليبيا»، و«سوريا» على الرغم من الدعم الارهابي التركي المكشوف، للميليشيات الارهابية في الدولتين العربيتين.
فالدعم التركي الارهابي بدعم حكومة الوفاق الارهابية في ليبيا بمنع توحيد «ليبيا» من قبل «الجيش الوطني الليبي». ولتكون حكومة الوفاق «الورقة التركية» في أي «حل سياسي» لليبيا.
وهذا الارهاب التركي حينما رأى أن «الحل السياسي» اقترب الى حد ما من نهايته، تحرّك بـ«غزو ارهاب الدولة التركية» نحو شمال شرقي سوريا ليكون «جائزة ترضية له! بعدما باع ألوهم» لكل من «واشنطن»، و«موسكو»، وصدقته «واشنطن»، أما «موسكو» فهذه المنطقة لا يرتفع عليها «العلم السوري» – الذي يمكن أن يُرفع خلال الساعات المقبلة، وإنما بعد «فوات الأوان»..
في ظل هذه التداعيات، وبينما «الأمة العربية» على مفترق الطرق، تحركت وبقوة داعية العرب جميعاً للاجتماع تحت ظل «جامعة الدول العربية» بينما هذه «الأمة» على «مفترق طرق» مصيرية..
واجتمع العرب على مستوى وزراء الخارجية أول من أمس السبت، واتخذوا قرارات تجاه ما يحدث..
ولكن المهم الآن و«الأمة العربية» على «مفترق الطرق، فإما أن تسلك الطريق الذي يؤدي بها الى التقدم والحفاظ على مستقبلها ومصيرها بـ«قواعد» هي تختارها في إطار «اللانحيازية» و»التعاون الاقليمي»، في نطاق «الشرعية الدولية» الحفاظ على «السلم والأمن الدوليين» الذي هو «أمننا» و«عالمنا» جميعاً..
وإما أن تظل مكانها تلعب بـ«قواعد اللعبة» التي يحددها «الغير» مختلفة عن «الرؤية» و»التضامن العربيين»..
عندها سيتجاوزها الزمن وتفترسها «إيديولوجية» «صدام الحضارات» الذي يتمثل الآن بـ«الارهاب المعولم» العابر للقارات الذي «لا دين له ولا طن»، والذي هو «ورقة» رابحة بيد «البعض العالمي» في لعبة «العصا والجزرة» ضد العرب الذين اختاروا سلوك الطريق الأول..
من هنا نقرأ «حكمة مصر» في «إدارة أزمات» في هذه اللحظة التاريخية الفارقة» من حيث «الزمان والمكان». و»الأمة العربية» على «مفترق الطرق» باختيارها بذاتها أي طريق تسلك..؟ وهو ما ادى أمس الى إجماع موحد ضد العدوان التركي على سوريا والذي خرقته «قطر»، و»حكومة الوفاق» في «ليبيا» و«الصومال» ..!
«شكراً مصر»
يحيى أحمد الكعكي