رغم الأهمية التي تكتسيها المباراة بين الكوريتين فإنها لم تكن منقولة مباشرة على الهواء. وذلك ضمن منافسات الاسيوية لكرة القدم وذلك لحسابه الموقف بين الدولتين.
فقد تواجه المنتخبان على ملعب “كيم إيل سونغ” في مباراة غير منقولة، دون جماهير كورية جنوبية أو حضور إعلامي أجنبي.
المباراة التي وصفها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بـ”إحدى أكثر المباريات المنتظرة”، كان بالمقدور متابعة مجرياتها فقط من خلال التعليق المباشر على موقع الاتحاد الدولي (فيفا) المقتصر على التبديلات والانذارات.
ونشر الاتحاد الكوري الجنوبي صورة تظهر مدرجات الملعب خالية من الجماهير.
وهذه أول مباراة تنافسية تقام في بيونغ يانغ بين الجارتين، وسينتظر الجمهور الجنوبي كثيراً حتى يجهز شريطها لمتابعة مجرياتها.
وتعين على أفراد البعثة ترك هواتفهم المحمولة في سفارة كوريا الجنوبية في بكين (الصين) قبل مغادرتهم، والتواصل مع الفريق في بيونغ يانغ يُعدّ مهمة بالغة الصعوبة.
عشية المباراة، حضر المؤتمر الصحافي لمدرب كوريا الجنوبية البرتغالي باولو بنتو خمسة صحافيين من كوريا الشمالية وعضوان من البعثة الجنوبية تعيّن عليهما العودة إلى الفندق حيث تتوفر خدمة الانترنت لنشر تفاصيل المؤتمر على الموقع الالكتروني للاتحاد الكوري الجنوبي.
وقال الأمين العام للاتحاد الآسيوي الماليزي داتو ويندسور جون لوكالة الصحافة الفرنسية “نتفهم وضع كوريا الشمالية. لسنا متفاجئين”.
وحضر المباراة رئيس الاتحاد الدولي جاني إنفانتينو، أحد الاجانب القلائل المسموح لهم بالحضور نظراً لرفض كوريا الشمالية السماح لجماهير الجنوبية بمتابعة اللقاء من مدرجات الملعب.
العودة “على قيد الحياة”
وجاءت المباراة في وقت بلغ فيه التقارب الدبلوماسي بين البلدين إلى طريق مسدود.
وشهدت شبه الجزيرة الكورية انفراجاً في صيف عام 2018 دفع إليه خصوصاً الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إين، وناقش الطرفان إمكانية الترشح سوياً لاستضافة أولمبياد 2032. لكن منذ فشل القمة الثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في هانوي في شباط/فبراير، كثّفت بيونغ يانغ انتقاداتها لسيول.
وجاءت المباراة أيضاً في ظلّ تجديد كوريا الشمالية لاختباراتها الصاروخية، ومغادرتها لطاولة المفاوضات مع الأميركيين مطلع الشهر في السويد.
ورفضت كوريا الشمالية التواصل مباشرةً مع كوريا الجنوبية بشأن تنظيم هذه المباراة، والتواصل الوحيد بينهما تم بواسطة الاتحاد الآسيوي للعبة.
وأوضح الاتحاد الدولي (فيفا) أنه على تواصل “مستمر” مع البلدين، وأكد متحدث باسمه “تملك كرة القدم قوة فريدة في جمع الناس بروح من الاحتفال واللعب النظيف ونأمل أن تكون الحال كذلك في 15 تشرين الأول/أكتوبر في بيونغ يانغ”.
ولعقود رفضت كوريا الشمالية استضافة جارتها الجنوبية مفضلة إقامة المواجهات بينهما في الصين.
وكانت المواجهة الأولى بينهما ودياً في كوريا الشمالية عام 1990 لتعزيز إعادة التوحيد. حمل الفريقان آنذاك علماً موحداً مثل شبه الجزيرة بأكملها.