يستهل منتخب فرنسا لكرة القدم مشواره في تصفيات كأس أوروبا 2020 اليوم الجمعة على أرض مولدوفا، محاولا تفادي أية خطوة ناقصة بصفته حاملا للقب المونديال، بمناشدة من المدرب ديدييه ديشان للاعبيه “يتوقف الأمر علينا، فلنقم بالمهمة”.
على الورق، تفصل هوة سحيقة بين بطل العالم ومولدوفا المصنفة 170 عالميا، وذلك في المواجهة الأولى بينهما.
منطقيا، قد تنضم مولدوفا الى لائحة المنتخبات المتواضعة التي واجهتها فرنسا في التصفيات على غرار أندورا، مالطا، جزر فارو وأذربيجان. لكن المدرب يشعر بالقلق من الرحلات البعيدة والبدايات الشاقة على غرار أيلول 2016، عندما اكتفت وصيفة بطل أوروبا آنذاك بتعادل سلبي على أرض بيلاروسيا ضمن تصفيات مونديال 2018.
ولكن هل يدفع ديشان بتشكيلته الأساسية في ملعب زيمبرو في كيشيناو؟ في المقدمة يطرح سؤال حول الدفع ببليز ماتويدي على الجهة اليسرى أو كينغسلي كومان الذي لم يلعب مع المنتخب منذ تشرين الثاني 2017 بسبب توالي الإصابات.
وهناك شكوك حول اللياقة البدنية لقلب الدفاع صامويل أومتيتي الذي عقدت ركبته اليسرى بداية موسمه مع برشلونة الإسباني. وإذا لم يصل إلى لياقته الطبيعية، قد يدفع ديشان بالشاب بريسنيل كيمبيمبي.
فبعد لمسة يد ضد إيسلندا (2-2) في تشرين الاول، عانى “كيم” ضد هولندا (صفر-2) والتي حرمت فرنسا من التأهل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي. ومع فريقه باريس سان جرمان، يتعين عليه هضم الخروج المخيب أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد لمسة يد احتسبت ضده في الدقائق الأخيرة، وأثمرت ركلة جزاء منحت الفريق الإنكليزي بطاقة العبور الى ربع النهائي.
ستفيد هذه الوقفة الدولية بعض اللاعبين الذين ودعوا دوري الأبطال، على غرار نجم سان جرمان كيليان مبابي وهداف أتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان.
ولم يخيب غريزمان (27 عاما و67 مباراة دولية) الآمال مع فرنسا، وفي تشرين الثاني الماضي، صنع ركلة جزاء لجيرو الطامح لتخطي دافيد تريزيغيه في المركز الثالث ضمن ترتيب هدافي المنتخب (34).
“مباراة القرن”
من جهتها، عجزت مولدوفا عن بلوغ نهائيات أية مسابقة كبرى، وتستعد البلاد التي يبلغ عدد سكانها 3.5 ملايين نسمة لـ”مباراة القرن” بعدما دخلت الساحة الدولية عام 1991 اثر تفكك الاتحاد السوفياتي.
مواجهة صعبة خصوصا وأن مولدوفا حصدت هزائم كثيرة وحلت أخيرة في مجموعتها ضمن تصفيات كأس أوروبا 2016 مع نقطتين يتيمتين.
وفي وقت يفسر سبيريدون المشكلة بغياب مهاجم هداف، يعول على الفارع الطول أليكسي كوشيليف حارس فورتونا سيتارد الهولندي.
ورأى ديشان إن “المولدافيين، خصوصا على أرضهم، لا يستقبلون أهدافا كثيرة”.
بالنسبة للصحافي الرياضي ألكسندرو غريكو، فالمسار السلبي ليس مفاجئا “المولداف ليسوا شغوفين بكرة القدم، فيما لا يرى السياسيون في الرياضة قطاعا مربحا” وبالتالي لا يستثمرون فيها. وفي هذه الدولة الأشد فقرا في أوروبا، يبلغ معدل راتب لاعب في دوري الدرجة الأولى 500 يورو.