لم تكن الأيادي التي تصفق بل كانت القلوب تحتفي به»، بهذه الكلمات بدأ الناقد الفني طارق الشناوي ندوة تكريم الفنان حسن حسني ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة 40 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، متحدثًا عن كم الترحيب الذي لاقاه الفنان حسني ليلة افتتاح المهرجان من الحضور. وتطرق إلى الكتاب الذي ألفه عن الفنان القدير، قائلًا: «أخذ الكتاب من جهد كبير بالمقارنة بكتب أخرى قمت بتقديمها، وهذا لا يرجع فقط للكم الكبير ولكن كون فنان بقيمة حسني له كل هذا الحب في قلوب الجميع كان الجزء الأصعب في الكتاب». وأشار إلى أنه نادرا ما نجد فنان تظهر إنسانيته من خلال أعماله، وهذا ما وجدناه في جميع أعمال حسن حسني، وأضاف أنه من الممكن أن نطلق عليه «فنان مربع» أي فنان يجيد العمل في الأربعة مجالات وهي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، بل وحقق نجاحًا بهم جميعاً.
رئيس المهرجان
محمد حفظي رئيس المهرجان أكد أن هذا التكريم ليس تكريما للفنان حسن حسني بل تكريما للمهرجان، موجها الشكر للفنان الكبير على قبوله هذا التكريم الذي جاء بعد إجماع لجنة الإختيار على إعطائه تلك الجائزة وهي جائزة فاتن حمامة عن مجمل أعماله. وأضاف حفظي «حسن حسني له فضل كبير على أبناء جيلي ما بعد 2000، حيث ساعدنا كثيرا سواء فنانين أو مخرجين أو منتجين، على سبيل المثال أنا كمنتج كان في بعض الأحيان يقدم أعمالا مجاملة، وغير ذلك من المساعدات التي لا ينكرها أحد، لذلك أرى أننا يجب علينا إعادة اكتشاف أعماله وأداوره».
محمد العدل
المنتج محمد العدل الذي كان ضمن حضور الندوة وصف الفنان حسن حسني بـ «المشخصاتي»، قائلا «أنت لك فضل على هذا الجيل بأكمله، سواء في الجانب الكوميدي أو التراجيدي، فنانين أو مخرجين، خلال20 عاما الماضية، حيث أنك قمت بدعمهم جميعا، لذا أقدم لك الشكر على كل ما قدمته».
وأوضح العدل أن حسن حسني هو المكرم الوحيد الذي لم يحصل إسمه على أي اعتراض داخل لجنة الإختيار، مثل بعض الأسماء الأخرى التي قد نجد عليها بعض التحفظات أو الملاحظات، وهو عكس ما وجدناه عند طرح إسمك للتكريم هذا العام.
حسن حسني
الفنان القدير حسن حسني بدأ كلمته بالتعبير عن سعادته بالمهرجان ومدى روعة حفل الافتتاح، مشيرا إلى أن تكريم القاهرة لا يمكن تفويته، وذلك لعراقته وتاريخه الكبير، كما يجب أن نفخر بمصر كونها أقدم دولة تقدم سينما في الشرق الأوسط. وفي حديث عن أدواره وتاريخه الفني قال:»طوال عمري لا أبحث عن إسمي أن يوجد في التترات، الأهم هو القيمة التي أقدمها من خلال العمل، أحيانًا كانت تقدم لي أعمالًا دوري بها من الصفحة الأولى حتى الأخيرة وكنت أرفضها، وعلى العكس كانت هناك أعمال أقدم بها مشهد واحد وتترك أثرا مثل دوري في فيلم «الهجام» لا يستطيع أحد حذف دوري من الفيلم، لذلك أريد أن اثبت في ذاكرة المشاهد بعد كل عمل أقدمه ولا أكون مثل صفحة بيضا تعبر أمامه».
أما عن أفضل ممثلي الكوميديا الذين تأثر بهم فأكد أن كل الجيل السابق من الكوميديانات تأثر بهم، مضيفا: «عندما تأتيني الشخصية أترك حسن حسني جانبا وأضعه داخل الشخصية وأتركها هي التي تقودني وليس العكس، لأني في البداية قدمت دور شر مع المخرج الكبير عاطف الطيب، وبعدها كانت كل الشخصيات التي أقدمها في ذلك الإطار وهو الشر، حتى اتبعت تلك الطريقة التي تجعلني داخل الشخصية وأعيش كل تفاصيلها كأنها حقيقية».
أما عن سؤال أحد الحضور حول إذا كان هناك أي دور لم يقدمه من قبل ويرغب في تقديمه، فأكد أن هناك العديد من الأدوار يحلم في تقديمها منها أدوار في المسرح العالمي، أما عن مدى قابلية تقديمه لأي دور لمجرد التمثيل أو مقابل المال فأشار أنه لم يقدم شخصية لا يحبها، بل بالعكس فقد قال لمخرج فيلم «سارق الفرح» داوود عبد السيد أنه مستعد لتقديم الدور ولو بدون مقابل، بالرغم من أن الدور الذي قدمه في العمل من أكثر الأدوار التي أرهقته. وهذا الفيلم حصلت عن دوري فيه على خمس جوائز،منها جائزة من مهرجان سيرنتو بإيطاليا، أرسلوا لي دعوة من إدارة المهرجان، وقالوا نريدك في إيطاليا لحضور المهرجان لتكريمك عن دورك في فيلم «سارق الفرح»، بعد عرض الفيلم هناك وبالفعل ذهبت واستلمت الجائزة. وعن فاتن حمامة التي نال جائزة تقديرية في مهرجان القاهرة السينمائي بإسمها، قال:»عملت مع فاتن حمامة مسلسل «وجه القمر»، وأثناء التصوير في الكواليس، أحمد رمزي رحمة الله عليه كان عصبيا جدا عندما كان يحدث أي شيء يتعصب ويأخذ عربيته ويمشى، فكانت مدام فاتن تقول: حسن حسني فين؟، لأنها تثق أنني سأقنعه أن يعود للتصوير، فيقولون لها حسن حسني في غرفته نايم، فتقول صحوه بسرعة، وتطلب مني أن أذهب إليه وأهدئه، وفعلا أروح وكنت آخذه في حضني وأتحدث معه حتى يهدأ ونعود سويا للتصوير».