في الكثير من الأحيان تبدأ مغامرة المرء بالتدخين بدافع حب الاستطلاع و هذا الحب هو فعلاً من أكثر الدوافع الرئيسية المُشجعة على خوض غمار هذه التجربة المجهولة النتائج ، و لا تُعد السيجارة غريزة إنسانية بل هي عادة يُكثر الإنسان من استعمالها إلى درجة شعوره بأنها ضرورة لازمة له جراء وجود مادة النيكوتين فيها بنسبة كبيرة ، و هيهات ثم هيهات عندها الخروج من شرك مصيدتها أو حتى الابتعاد عن شرورها أو التخلص من أثر عبوديتها في اللحظة الحاسمة .
تُعتبر قوة الإرادة هي الفيصل الأول و الأخير في ترك عادة التدخين ، و مهما كان نوع المُعاناة و شكل العراقيل في معركة الإقلاع عن التدخين فلا بد من تحمل كل الصعوبات و المشاق بُغية انتصار الإرادة و حسم النتيجة ، و مما لا شك فيه للجميع بأن للرياضة أهمية قصوى في تنشيط كل أعضاء الجسم و خصوصاً أقسام الجهاز التنفسي مما يساعدها على استعادة حيويتها و نشاطها و إفرازاتها و عملها الطبيعي ، و تهدف ألوان الرياضة البدنية و أشكال النشاط الجسماني إلى تحقيق تنسيق كامل و شامل ينعكس إيجاباً على الحالة النفسية العامة و كذلك استعادة حيوية التفكير و رفع درجة التنبه الذهني .
يُكبد التدخين بمختلف صوره و أشكاله و أنواعه أركان المجتمع جملة خسائر مادية و بشرية يتلخص أهمها بما يلي :
– يُعد التدخين خسارة اقتصادية فعلية و استنزاف قاسي كون معظم مواد التدخين و مُستلزماته مُستوردة من الخارج مما يُسبب الضرر الواضح بالاقتصاد الوطني ، مع وجوب عدم إغفال الخسائر المادية غير المباشرة نتيجة كلفة العناية الصحية و الطبية المُوجهة لمعالجة كل مشكلات التدخين و أمراضه و تبعاته .
– يُزيد التدخين من نسب انتشار العديد من الأمراض و كذلك حالات التعب و الإرهاق إضافة إلى أثره الجلي في خفض مستوى الإنتاجية لدى قسم كبير من أعداد المدخنين الأمر الذي ينعكس على الإنتاج العام لشرائح المجتمع كافة .
– تفاقم الخلافات الأسرية و كذلك الزوجية بسبب زيادة المبالغ التي يتم إنفاقها على أشكال التدخين في الوقت التي تكون فيه معظم الأُسر بحاجة ماسة لتلك المبالغ أو حتى لجزء بسيط منها .
– تعلم عدد لا بأس به من جيل الشباب على عادات و أنماط و تصرفات غير مقبولة أدبياً و اجتماعياً و حتى أخلاقياً كعدم احترام الغير و إهمال العلم و التعلم و الانحراف و الانحلال وصولاً إلى الإجرام أحياناً .
بقلم د. بشار عيسى / سوريا