ماجده شعبان فنانة راقية جمعت في معرضها في صالة اكزود ما بين لوحاتها التي عسكت عبق الماضي وما بين كتابها “اصداء بين نجلا وميا” التي سردت على صفحاته معاني القيم التي اكستبتها من جدتها “نجلا”… وما بين الكتاب واللوحات وما يربط بينهما كان لنا تلك المقابلة معها؟
ما هو الهدف من اطلاق كتابك” اصداء بين نجلا وميا” بالتزامن مع عرض اللوحات الخاصة بك وما هي الرسالة التي تودين ايصالها الى المتلقي ؟
أشعر ان الفن التشكيلي مترابط مع الكلمة، فدائما ما كانت الكلمة مترافقة مع لوحاتي، فقد انتج كتاب “اصداء بين نجلا وميا” الذي يتضمن حوارات مع جدتي ومع حفيدتي قبل ان تتبلور فكرة اللوحات، وعندما أضحيت جدة، بدات اقدر قيمة جدتي، فأردت من خلال الكتاب ان اوجه لها التحية وبالاخص الى الانثى التي اعتبرها في جميع الاجيال واحده والتي تنقل من جيل الى آخر الحلم الذي رغبت بان اتكلم عنه وان اجسده بطيارة الورق في كتابي، وبعد ان تبلورت فكرة الكتاب شعرت ان تلك النصوص باتت جاهزة لان تكون كتابا وليس مجرد خواطر، وبدأت استشعر بصور او لوحات يجب ان تترافق مع الكتاب ومن هنا بدات الفكرة التي تجسدت بفعالية اطلاق الكتاب وعرض اللوحات.
هل نستطيع القول ان الكتاب شكل تفسيرا للوحات؟
ليس تفسيرا بالمعنى الدقيق اذ انني اترك الى المتلقي مهمة استشفاف وقراءة ما تعنيه اللوحات والتفاعل معها، لذلك اقول ان الكتاب انتج ككيان مرافق للوحات وما ربط بينهما هو الرمز الذي جسدته بطيارة الورق التي حملت في طياتها اصداء الماضي.
ما هي الرسالة التي اردت ايصالها من خلال الحدث بشكل عام؟
أشكرك على هذا السؤال لان الهدف من تلك الفعالية لطالما شكل اهتماما بالغا بالنسبة لي، فانا انتمي الى جيل عانى من نقله نوعيه ما بين جيل جدتي وجيل حفيدتي ميا… تلك النقلة التي اوجعتني على الرغم من الجوانب الايجابية التي حملتها معها من تطور وثورة رقمية الا انه ونظرا لسوء استعمال تلك الجوانب في مكان ما، فاننا فقدنا الكثير من قيمنا والتقاليد التي تربينا عليها، لذلك رغبت من خلال الفعالية ان انقل الى حفيدتي ذلك الحلم المتنقل رغم كل الصعوبات التي نعيشها وبالتالي دفعها للمحافظه على الحلم والحب الذي اكتسبته ودفعها للسعي خلف شغفها في الحياة متسلحة بالحب الذي منحتها اياه والذي اكتسبته بدوري من جدتي.
لماذا اخترت طيارة الورق كرمز للفعالية والي اين تودين ارسال تلك الطائرة الورقية؟
اردت ان اجسد طيارة الورق في اللوحات لكي تكون رمزا لكل النصوص التي كتبتها لان تلك الطائرة وعلى الرغم من هشاشة تكوينها الا انها في الوقت نفسه بامكانها ان تصل الى اماكن مرتفعه جدا الامر الذي يشعرنا بقدرتنا على تحقيق احلامنا وهي شكلت في مكان ما رمزية تدفعنها لتحقيق تلك الاحلام بغض النظر عن الظروف الصعبة التي نعيشها في زمننا الحالي.
تحدثت في الكتاب عن عبق الماضي والحنين الى زمن جدتك وهو ايضا ما قرأناه في لوحاتك ايضا، فهل تشعرين بخوف من الحاضر او المستقبل؟
صحيح ولكن وعلى الرغم من ان المستقبل بات مجهولا وربما يشعرنا بالخوف لكنني في الحقيقة اشعر بعتب على انفسنا بسبب دخولنا في موجه جارفة سلبت منا الحلم والبساطة والتقاليد والقيم والعاطفة التي تربينا عليها والتي تحدثت عنها كثيرا في كتابي وربما عبرت عن ذلك في وصف المحبة بانها مهنة جدتي.
ما هي النصيحة التي تسديها الى حفيدتك “ميا” لتجاوز تلك الجوانب السلبية التي نعيشها في عالمنا الحالي؟
الانثى هي المثل الاعلى لان الله اعطاها شيئا ربانيا تستطيع من خلاله ان تداوي الجراح وان تنقل قيم اجدادنا… والى ميا وبما انها انثى المستقبل، فانني احملها مسؤولية ان تنقل القيم التي حملناها من اجدادانا وتربينا الى الجيل الاخر كما انني انصحها باني تسعى خلف حلمها وشغفها بالحياة انطلاقا من العاطفة التي منحنا اياها والتي تشكل لها دافعا كي تنجح في حياتها
ماذا عن اعمالك المستقبلية؟
هذا المعرض المنفرد الرابع لي وانا اعتبر ان الفن التشكيلي نافذة تاخذني الى عالم خاص بي سواء اكان بالنسبة الى الكتابه او الرسم وانا استطعت ان انتج كتابا متكاملا وهو ما ادخلني الى عالم كنت في الماضي ألامسه من الخارج فقط… بالطبع لدي كتاب جديد اعده حاليا مختلف في موضوعه وعميق في معانيه ويتحدث عن العالم الذي نعيشه والطرق التي تمكننا من تخطي صعوباته.
حوار محمود خليل