تفاقمت أزمة شح المازوت في الأيام الأخيرة، الأمر الذي بات يهدد قطاعات حيوية كمولدات الكهرباء وسلامة الغذاء والأفران والمستشفيات وقطاع الغاز والقطاع الفندقي والمطعمي…
الغذاء
ورفعت نقابة اصحاب السوبرماركت الصوت، محذّرةً من «انقطاع المازوت وعدم قدرة هذا القطاع الحيوي على الحصول على هذه المادة، لما لذلك من تأثير سلبي على سلامة المواد الغذائية التي تحتاج الى تبريد».
ولفتت في بيان الى أن «هناك الكثير من المواد الغذائية الموجودة في السوبرماركت بحاجة الى برادات وأخرى الى درجات حرارة منخفضة نسبياً، لذلك انقطاع كهرباء الدولة وكذلك توقف مولدات السوبرماركت عن العمل بسبب عدم وجود مادة المازوت سيؤدي حتماً الى ضرر على سلامة المواد الغذائية».
وطالبت النقابة وبإلحاح «تخصيص كميات كافية من مادة المازوت لهذا القطاع أسوة بالقطاعات الحيوية الأخرى مثل المستشفيات والأفران»، محذرة من ان «الوقت ينفذ وأي تأخر سيؤدي الى الحاق ضرر شديد بهذا القطاع الحيوي وبالأمن الغذائي للبنانيين».
من جهته، أوضح نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي ان «الشركات بحاجة إلى كهرباء 24/24 لتخزين المواد الغذائية»، متحدثاً عن «مشكلة في توزيع المواد في ظل أزمة المحروقات»، منبّهاً من «انقطاع التوزيع، ما يؤثر على الامن الغذائي».
الأفران
وحذر اتحاد المخابز والافران من ازمة رغيف على الابواب اعتبارا من الاسبوع المقبل بسبب فقدان مادة المازوت حيث ستضطر بعض الافران والمخابز للتوقف بعد نفاد الاحتياط المتوفر لديها من هذه المادة.
واكد الاتحاد ان مديرية النفط سلمت يوم الاثنين كمية من هذه المادة لا تكفي لاكثر من اسبوع، الا انه خلال عطلة عيد الاضحى المبارك لم تسلم اية كمية، في حين اعلنت مديرية النفط عن نفاد هذه المادة لديها، علما ان مادة المازوت متوفرة في السوق السوداء بسعر ١٤٠ الف ليرة للصفيحة الواحدة.
المستشفيات
من ناحيتها أعلنت نقابة المستشفيات في بيان ان «مشكلة كبيرة تواجه القطاع، إذ يتعذر على المستشفيات الحصول على مادة المازوت لتشغيل المولدات، في ظل انقطاع الكهرباء مدة لا تقل عن 20 ساعة في اليوم».
وأشارت إلى أن «عددا من المستشفيات مهدد بنفاد هذه المادة خلال ساعات، مما سوف يعرض حياة المرضى للخطر».وأهابت النقابة بالمسؤولين «العمل فورا على حل هذه المشكلة تجنبا لكارثة صحية محتمة».
الغاز أيضاً…
إلى ذلك حذّر رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته فريد زينون في بيان، من أن «قوارير الغاز ستفقد من الأسواق، وذلك جراء فقدان مادة المازوت التي تعمل على أساسها آليات موزّعي الغاز».
وطالب وزارة الطاقة بـ«تأمين هذه المادة واستثناء الموزّعين وإعطائهم مادة المازوت ليستمر التوزيع في كل لبنان، وإلا سنكون أمام مشكلة أساسية جديدة تواجه اللبنانيين في حياتهم، خصوصاً أن مادة الغاز من الحاجات الاساسية لكل الشعب اللبناني».
المولدات
بدورهم حذر أصحاب المولدات من انهم سيضطرون لوقف عمل مولداتهم بسبب النقص الحاد في مادة المازوت. وأعلن تجمع أصحاب المولدات الخاصة في جرد عاليه والجوار، في بيان أصدره بعد اجتماع له، «الاتفاق على عدم شراء مادة المازوت من السوق السوداء، مهما كلف الأمر، مع العلم ان مولداتنا، وبعد 48 ساعة، ستنطفئ، ما لم تسارع الدولة لتأمين المازوت على السعر الرسمي».
السياحة
إلى ذلك شكا رئيس نقابة المجمعات البحرية السياحية وامين عام اتحاد النقابات السياحية جان بيروتي من أن انقطاع مادة المازوت سيؤدي الى تدمير القطاع السياحي وسيؤثر كثيرا على الامال المعلقة على مجىء اللبنانيين المغتربين والسياح الى لبنان لتأمين «Fresh Money» وتأمين بعض الاوكسيجين للبنان كي يستمر في الحياة .
بدوره اعتبر عضو نقابة المجمعات البحرية السياحية غسان عبدالله ان فقدان مادة المازوت وبيعه بالسوق السوداء بـ١٣ مليون ليرة للطن الواحد بينما سعره الرسمي لا يتعدى المليونين ونصف المليون ليرة سيؤدي الى ضرب الموسم السياحي، متهما شركات استيراد المحروقات والموزعين بالتلاعب بالاسعار واختكار هذه المادة لبيعها في السوق السوداء، متسائلا «اين الـ١٤ مليون ليتر التي وزعتها وزارة النفط قبل عيد الاضحى؟»، وتابع: صحيح ان هناك تهريب المادة ولكن الصحيح ايضا ان هناك احتكار للمادة من قبل الشركات والموزعين.
الوقود العراقي
الى ذلك صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي امس بيان جاء فيه انه «بطلب من الكاظمي، وقبل سفره الى واشنطن، طلب من وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، السفر الى بغداد لإنهاء اجراءات هبة الوقود، لحل مشكلة الكهرباء (بصورة عاجلة) وفي أسرع وقت ممكن وتحت اشرافه مباشرة. كما اصر على ان يكون الجزء الاكبر من النفط الذي سيتم إرساله يتناسب مع معامل الطاقة الموجودة في لبنان من دون الحاجة الى التكرير».