دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسائل الاعلام الى ان تلعب «دورا بناء في عدم بث اخبار مضللة تشوه حقيقة الوضع البيئي في لبنان وتسيء اليه»، معتبرا ان «تعميم الاتهامات عشوائيا من دون تقصي الحقائق امر غير جائز».
كلام عون جاء خلال استقباله قبل ظهر امس في قصر بعبدا، وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اواديس كيدانيان مع وفد من نقابة المؤسسات السياحية البحرية برئاسة جان بيروتي، وذلك لمناسبة انتخاب مجلس جديد للنقابة.
في مستهل اللقاء، تحدث الوزير كيدانيان عارضا للحملات الاعلامية التي ركزت على تلوث البحر في لبنان مع بداية موسم الصيف «على الرغم من ان الفحوص المخبرية اظهرت عكس ذلك».
وتطرق الى الواقع السياحي خلال شهر تموز الماضي «حيث بلغ مجموع الوافدين الى لبنان 262.779 مسجلين ارتفاعا بنسبة 6.13% مقارنة مع نفس الفترة من العام 2017، حيث بلغ عدد الوافدين الاجمالي 247.597. وقد بلغ عدد الوافدين العرب 63.706 خلال الشهر نفسه في مقابل 62.205 خلال الفترة نفسها من العام 2017 مع ارتفاع بنسبة 2.41%.
ثم تحدث النقيب بيروتي، لافتاً الى «استهداف القطاع السياحي في لبنان من خلال مواصلة الشائعات التي تتناول تلوث شاطئه على رغم صدور الدراسات عن مركز بحوث البحار الداحضة لها وتشجيع اللبنانيين على السفر الى الخارج»، واشار الى ان «السياحة البحرية تراجعت بنسبة 40%، في مقابل زيادة نسبة اشغال الفنادق بين 7 و8%».
واذ شدد على «اهمية دعم القطاع السياحي في لبنان»، تمنى ان «تتم معالجة المشاكل التي تعترضه فور تشكيل الحكومة الذي نأمل ان يكون في وقت قريب»، ورأى ان «الحل بالنسبة لمشكلة مطار رفيق الحريري الدولي لا يتم بتوسعته التي تتطلب سنوات فحسب، بل في استحداث مطار ثان».
ورد الرئيس عون مرحبا بالوزير كيدانيان ومجلس نقابة المؤسسات السياحية والبحرية، مبديا اسفه «للحملات الاعلامية التي ركزت على تلوث الشاطىء اللبناني»، واعتبر ان «للاعلام دورا اساسيا في عدم بث الاخبار المضلة التي تشوه حقيقة الوضع البيئي في لبنان وتسيء اليه، فيما المشكلة معروفة ومعروف من يعمل على حلها».
واشار الى ان تعميم الاتهام بالمسؤوليات عشوائيا من دون تقصي الحقائق غير جائز»، ودعا الى «التوعية وتعميم ثقافة انتقاد الخطأ وليس انتقاد ما هو صحيح، وهذا يتطلب مشاركة الجميع من الأهل والمدارس الى الادارات العامة».
وتوجه الرئيس عون الى البلديات «للحفاظ على نظافة الشاطىء الواقع ضمن نطاقها، وهذا امر يتطلب كذلك توعية حس الانتماء الوطني لدى المواطنين لعدم رمي النفايات على الشواطىء وفي البحر كما على ضفاف الانهر وفي الطبيعة»، ورأى ان «المشكلة الاساسية تكمن في النقص في محطات التكرير. فمنذ عودتي الى لبنان في العام 2005، والكلام يركز على وجوب انشاء هكذا محطات. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم انجاز 3 محطات في كسروان مع مستلزماتها وصيانتها حتى الآن. وقد ارسلت من اطلع على حقيقة مياه الشاطىء اللبناني، فظهر جليا ان القسم الاكبر منه غير ملوث، لكن هناك اعلاما موجها لضرب الاقتصاد يثير البلبلة ويكثر من بث المغالطات».
ورأى الرئيس عون ان «الوضع السياحي جيد، لأننا نبني تطلعاتنا على الامن المستتب عندنا وسهر الاجهزة الامنية للحفاظ عليه، فلا خطر ارهابيا او امنيا يهددنا. وكان يمكن ان يكون هذا الوضع افضل فيما لو رفع الحظر عن مجيء بعض الاخوة العرب الى لبنان».