اقام مركز الوليد بن طلال للدراسات حول العالم العربي عشية مرور 67 عاما على اغتيال الرئيس رياض الصلح في جامعة القديس يوسف في اطار كرسي رياض الصلح الجامعي، لقاء حواريا بعنوان «الاليات القانونية والتداعيات السياسية لقانون انتخاب اعضاء مجلس النواب» استضاف في خلاله النائب السابق وسفير لبنان في الفاتيكان الدكتور فريد الخازن والمحاضر الدكتور رزق زغيب والبروفسور باسكال مونان (منسق المحاضرة).
شارك في اللقاء نائب رئيس مؤسسة الوليد للانسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده وكل من رئيس جامعة القديس يوسف البروفسور الاب سليم دكاش، عميدة كلية الحقوق والعلوم السياسية البروفسورة لينا غناجه، الوزيران السابقان بهيج طبارة ووليد الداعوق والمديرة العامة لوزارة العدل ميسم نويري والقاضي شكري صادر واساتذة الجامعة وطلاب.
وكانت كلمة لعميدة كلية الحقوق، مما قالت فيها: (…) ان كلية الحقوق قد اختارت عنوان «التعددية والديموقراطية» لاحياء فكر رياض الصلح ورؤيته للمؤسسات اللبنانية. وفي هذا الاطار، قرر فريق الباحثين، التابع للكرسي، تنظيم نشاطات وأبحاث علمية حول موضوع «تفكك مؤسسات الدولة»، فكان من الطبيعي أن نتناول اليوم موضوع قانون الانتخاب الذي يشغل اذهان اللبنانيين والذي يبدو انه يشكل اعجوبة قانونية وسياسية لا مثيل لها في الحياة اللبنانية (…)».
والقى البروفسور الاب دكاش كلمة تحدث فيها عن رياض الصلح «رجل الدولة والاستقلال»، مستذكرا ما قاله احد الباحثين في تاريخ الاستقلال: «رياض الصلح لم يكن طائفيا بل انه قاوم الطائفية وواجهها بحيث انه اراد ان يقرب بين الطوائف، فكانت ادارته الحكومية ادارة تغلب التواصل والعيش المشترك على اي ادارة تغلب الناس على الناس». «فلقد استطاع، مع الرئيس بشارة الخوري ان يجنب لبنان ارتدادات الازمات الاقليمية والعالمية كنتائج الحرب العالمية الثانية وازمة سوريا (…)».
وكانت مداخلة للكتور رزق زغيب مما قال فيها: «(…) لقد ساد وجه رياض الصلح السياسية في لبنان طوال اربعين سنة وبقي ظله طاغيا بعد استشهاده، يلاحق من خلفوه في سدة المسؤولية، كقامة لا يمكن مضاهاتها، وكمثال سعى كثيرون التشبه به دون طائل… هو محرك الجماهير في شوارع دمشق، المرهوب الجانب في عمان والقدس… وصاحب الكلمة المسموعة في بغداد، والصولات والجولات في أروقة عصبة الامم وفي صالونات السياسة واندية الصحافة في باريس… وفي آن معا زعيم الساحل اللبناني دون منازع والمتقدم على الزعماء الموارنة في نيل احترام وتقدير الكرسي البطريركي في بكركي… حمى الوطن الوليد بعباءته التي كانت تُغدق الشرعية على عتات المنادين بالعروبة، مخاصما في سبيله زملاء له في النضال وحاملا وزر قطيعة اقتصادية مع سوريا لم يردها ولكنه لم يخشاها»…
بدورها القت الصلح كلمة رحبت في مستهلها بالقيمين على كرسي رياض الصلح الجامعي للجهود التي يبذلونها لانجاح المبادرة التي اطلقتها مؤسسة الوليد للانسانية منذ سنتين لاحياء فكر رياض الصلح ونهجه الوطني الجامع.. ليكون بذلك نموذجا يحتذى في اطار الحرص على استقلال الجمهورية اللبنانية وحريتها وسيادتها… وعلى صيغة العيش المشترك المنبثقة من روحية الميثاق الوطني … وتجربة بناء دولة المؤسسات من خلال فترة الحكم التي امتدت من عام 1943 حتى العام 1951 تاريخ اغتيال رياض الصلح … فترة وضعت لبنان على خريطة الازدهار والتألق في شتى المجالات وجعلته رائدا في محيطه العربي ومنارة في العالم الغربي.
اضافت: ولن اتطرق الى انتخابات 25 ايار التي يعير بها دائما العهد الاستقلالي ولكن آن الاوان للعقول الوازنة ان تعي اسباب ما حصل وخاصة الى هؤلاء الطلاب لاولئك الذين صدر لهم دعاة الحرب والانعزال والتطرف ان ما حدث سنة 1943 كان تكاذبا وطنيا او صراعا بريطانيا – فرنسيا والكيان اللبناني المستقل تسوية اقليمية مؤقتة، لهؤلاء الذين اضحوا كبارا ولم يتذوقوا تلك الوطنية الجامعة الشاملة الرافضة لاي وصاية والتي تسقط ازاءها كل الاعتبارات الحزبية والطائفية وحتى العقائدية… اولا بسبب طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي والاوضاع العربية المضطربة آنذاك تتطلب استمرارية العهد ولا سيما ان لبشارة الخوري توجهات وطنية واضحة بالرغم من اساءات العائلة. وثانيا بدأت تُسمع اصوات ضد العهد الوطني وتناقش في الاستقلال وتريد الارتداد الى الانتداب وبسبب توجهات عربية.
وختمت الصلح متسائلة: وبعد كل هذا هل اخطأ رياض الصلح عندما اكتفى وقال لبنان ذو وجه عربي؟
وكان نقاش بين المحاضرين والمشاركين والطلاب.