بدأت امس عملية رفع النفايات التي تكدست على مدى يومين في شوارع واحياء مدينة صيدا، إثر قرار إقفال المعمل يوم الجمعة الماضي، وذلك بعدما طلب رئيس البلدية محمد السعودي من إدارة المعمل الرجوع فورا عن قرار عدم استقبال النفايات، وقدم تطمينات لتأمين حماية دائمة وإجراء تحقيق بالاحداث التي شهدها المعمل.
وقد تم استحداث نقطة أمنية امام المعمل لتأمين الحماية ومنع تكرار اي إشكالات.
من جهة أخرى زار وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال طارق الخطيب أمس مدينة صيدا واجتمع مطولا مع المحافظ منصور ضو في السراي في حضور رئيس البلدية وقائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة ومدير المعمل نبيل زنتوت.
وقال الخطيب انه «تم الاتفاق على ان أحد مندوبي وزارة البيئة سيكون في إقامة دائمة في المعمل ليشرف على حسن سير عمله من الناحية البيئية والتقنية، كذلك سينتدب المحافظ ضو شخصا من دائرة الصحة الاقليمية ليكون مع مندوب وزارة البيئة، والوزارة خلال 72 ساعة ستضع تقريرا شاملا مبنيا على تقاريرها السابقة والملاحظات البيئية التي سبق وأعلمت ادارة المعمل بها، وهناك ما تحقق وهناك ما هو قيد التحقيق. ثم تعود وتنجز تقريرا شاملا خلال 72 ساعة لنرى اين مكامن الخلل البيئي في عمل المعمل والفريق الموجود يشرف على حسن سير المعالجة بمعنى الكشف على المشكلة وإيجاد حل لها وما هو الوقت الذي يستلزم علاجها».
أضاف: «إن بلدية صيدا ستفرز حرسا دائما على المنطقة لانها منطقة غير منضبطة بيئيا، الجميع يرمون نفاياتهم فيها، وهي منطقة تضم دباغات مياه آسنة وصرفا صحيا وهناك ردميات ترمى بطريقة عشوائية وتتضمن نفايات وبقايا لحوم كلها تصدر روائح. وجبل العوادم الذي يعمل المعمل على معالجته سندرس امكانية رش مواد معينة قبل ان يرفعوه وطريقة رفعه لا تكون بالجرافة وانما ببوكلين وخلال اوقات معينة، كي لا تنبعث الروائح في المدينة، وكان هناك خلل في خزان التسبيخ وهذا ذكره الخبير البيئي وتمت معالجته وايضا فريق وزارة البيئة سيتأكد من المعالجة النهائية».
ولفت إلى أن «هذه الخطوات اساسية وسريعة»، وقال: «طبعا هناك امور بحاجة لمعالجة دائمة وامور بحاجة لمطمر صحي للعوادم. سنبحث فيها كلها، وكانت هناك معارضة من جهات معينة على استحداث مطمر صحي. ونحن سنبحث في كيفية الوصول إلى مطمر صحي».
وتابع: « لا يعتقدن أحد أن الروائح ستختفي غدا، سنعمل على ازالة السبب الذي يؤدي الى هذه الروائح. من الان سيبقى فريق من الوزارة وسنعمل مع ادارة المعمل والمحافظ والعميد شحادة ورئاسة البلدية وادارة المعمل حتى ننتهي من الأسباب. وانا مستعد للاقامة الدائمة في صيدا لنتخلص من هذه المشكلة وبعد اعداد فريق الوزارة التقرير الاسبوع المقبل سأعود الى المعمل حتى نرى امكانية التنفيذ لملاحظاتنا كوزارة بيئة، بالاضافة إلى أننا سنجري في المنطقة كلها مسحا بيئيا شاملا بالتعاون مع الفريق الذي سيرسله المحافظ من وزارة الصحة حتى نعالج جميعا الأسباب، ومن لن يلتزم سنحيله على النيابة العامة».
وقال المحافظ ضو: «لا أريد أن أزيد على ما قاله الوزير واكتفي بما قاله، وكما قال إنه سيعود الأسبوع المقبل ليزورنا وهكذا ترون نتائج ملموسة في سبل المعالجة لهذا الملف».