موضوع رفع الدعم عن السلع الأساسية حضر في الاجتماع الذي عُقد أخيراً في مصرف لبنان وضمّ الحاكم رياض سلامة ووزيرَي المال والاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وراوول نعمة٠ وافادت مصادر مالية مطلعة أن البحث تطرّق إلى «كيفية رفع الدعم والآلية التي ستُعتمد للتعويض عنه، بعدما تراجع الاحتياطي من العملات الأجنبية، والحديث عن وجود مليار و٨٠٠ مليون دولار فقط، علماً أن الدعم يكلّف مصرف لبنان نحو ٦٠٠ مليون دولار».
واكدت المصادر وجود خيارَين «أحلاهما مرّ» طرحهما المجتمعون:
– الأول: أن يستمر مصرف لبنان في سياسة الدعم في انتظار الفَرَج السياسي، على رغم أن ذلك مستبعدٌ خصوصاً أن المبادرة الفرنسية التي كانت تقوم على تشكيل حكومة تقنيين وتطبيق الإصلاحات وتأمين المساعدات، سقطت بفعل المطرقة السياسية على وقع معاناة اللبنانيين وتخطي خط الفقر الـ٦٠ في المئة من اللبنانيين.
– الثاني: خفض نسبة الدعم دفعة واحدة أو تدريجياً.
وقالت انه تمّ أيضاً درس الخيارات المتعلقة بالمواد التي يدعمها مصرف لبنان… وبالنسبة إلى المشتقات النفطية، فقد طُرح الخفض تدريجياً من ٩٠ إلى ٧٠ في المئة خصوصاً مع استمرار تهريب المشتقات النفطية المدعومة إلى سوريا، ما يعني أن سعر صفيحة البنزين قد يصل إلى ٤٠ألف ليرة، وفي حال تم رفع الدعم فقد يصل إلى ٦٥ ألفاً إذا بقي سعر صرف الدولار في السوق السوداء على ٧٥٠٠ ليرة وسعر برميل النفط في الأسواق العالمية ٤٢ دولاراً أميركياً.
وأشارت إلى أن «العمل جارٍ على البحث في إمكانية إصدار بطاقة دعم مالي لتخفيف الأعباء عن ذوي الدخل المحدود والعائلات الفقيرة في ظل انعدام وسائل النقل العام» .
ولفتت الى ان ما يسري على البنزين ينسحب على المازوت.
وقالت انه في ما خصّ دعم الأدوية «يتم البحث في إمكانية خفض الدعم من خلال اللجوء إلى أدوية الـ»جنيريك» من دون المَسّ بأدوية الأمراض المزمنة والمستعصية».
أما بالنسبة إلى السلة الغذائية المدعومة، فاعتبر المجتمعون أنها «بحاجة إلى تقليص عدد المواد الغذائية المشمولة بها، والإبقاء على السلع الأساسية كالأرُز والسكّر والمعكرونة والزيت.
وأشارت المصادر المالية الى أن دعم الرغيف لن يتوقف وعزت ذلك إلى ان أموال الدعم المخصّصة للرغيف ليست كبيرة وان الرغيف «خط أحمر» كونه يطاول جميع اللبنانيين لاسيما الفقراء وذوي الدخل المحدود.
وقالت أن «الضغوط التي يواجهها مصرف لبنان كانت محدودة لو تم تشكيل حكومة تمارس دورها كما يجب، وتبدأ بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي لتأمين الأموال المطلوبة للانطلاق من جديد».