علق نائب رئيس جمعية مصارف لبنان نديم القصّار عبر «المركزية» على مشروع «الحياد» الذي أعلنه البطريرك بشارة الراعي أمس بالقول: «يخضع القطاع المصرفي اللبناني لعقوبات غربية منذ فترة طويلة، تطبيقاً لقانون العقوبات الأميركية على «حزب الله»، إن كان ورقياً أو في التحرّك داخلياً وخارجياً، إذ في حال رغب أي لبنان في فتح حساب مصرفي في الخارج، يُجابه بالرفض فوراً خوفاً من كونه لبنانياً وبالتالي قد يكون إرهابياً، حتى لو كان صاحب الطلب بريئاً من هذه التهمة، لكن بمجرّد أنه لبناني يُلبسه الطرف الآخر هذه التهمة بحكم أن لبنان داعمٌ لـ»حزب الله». من هنا، إن العقوبات يمكن أن تكون حبراً على ورق، كما يمكن أن تُطبَّق أيضاً على الشعب اللبناني بأكمله…».
وأضاف أن «لبنان بلدٌ معاقَب، ولا يمكن أن يخرج من كبوته إلا إذا استطاع أن يبرهن للخارج أنه على الحياد في الصراعات الدائرة في المنطقة والعالم»، ناصحاً أن «يتمثل لبنان بسويسرا أكثر البلدان حياداً في العالم، حيث أنها في عزّ الحرب العالمية الثانية بقيت على الحياد، من دون أن يشتمها أو يخوّنها أحد، علماً أن سويسرا تضمّ جنسيات مختلفة من ألمان وفرنسيين وغيرهم … إذاً هناك سابقة في الموضوع وليس مستهجناً أو غريباً أو صعب المنال».
وتابع القصّار: «من هنا، إن ما يشير إليه غبطة البطريرك هو أن لبنان ليس في مقدوره أن يواجه المشكلات والأزمات الإقليمية والعالمية، «واللي فيه بِكَفيه»… فنحن اليوم أمام فرصة إما أن نغيّر صورة لبنان في الخارج، أم أن نبقى على هذه الصورة المظلمة».
من جهته، تساءل رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر: «لماذا الحياد وخيار السلم يتطلبان إجماعاً وطنياً، فيما خيار الحرب لا يتطلّب ذلك في حين أنه يدمّر مؤسساتنا ويقتل أولادنا؟! فهناك مَن يقرّر الحروب في لبنان من دون إجماع وطني على خوضها». وأوضح أن «الحياد لا يعني التطبيع مع إسرائيل، علماً أن دولاً عربية عديدة مضت في هذا المسار. لكن الحياد هو إنعاش للبنان ويعيده إلى سابق عهده بلداً حيادياً بامتياز في نظر العالم أجمع».