مع انطلاق شهر آب من كل عام، يبدأ الطلاب والاهل والمكتبات بالعمل كخلية نحل لشراء الكتب والاستعداد للعام الدراسي، الا ان هذا العام يبدو مختلفاً، في ظل غزوة «كورونا». الحركة في المكتبات خجولة في ظل الغلاء الفاحش للكتب، خصوصا الاجنبية منها، والقرطاسية والشنط، ويتريث معظم الاهل في شراء الكتب علهم يستطيعون استبدالها مع تلامذة آخرين وهي طريقة ستعتمدها كل المدارس هذه السنة.
عن الاستعدادات للعام الدراسي المقبل، أعلن وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب «أن خطة العودة الآمنة إلى المدارس أصبحت جاهزة وسيتم إطلاقها الأسبوع الذي يلي المقبل، لافتاً إلى أن العام الدراسي سيبدأ بين أيلول وتشرين ألاوّل المقبلين»، مشيراً «إلى وجود سيناريوهات عدة يمكن العمل على أساسها العام الدراسي المقبل، موضحاً أن السيناريو الأساسي الذي يتم التحضير له يجمع بين الحضور والتعلّم عن بعد ويُسمّى بالتعليم المُدمج ويمكن أن يكون بتقسيم أيام الأسبوع على مجموعتين من الإثنين حتى السبت، أو التقسيم أسبوعياً، أو شهرياً، أو فصلياً.
وفي السياق، أشارت مصادر تربوية الى»أن الوزير طرح ثلاثة سيناريوهات للعودة: الاول حضور يومي عادي في حال كان الوضع الصحي لكورونا مستقراً، والثاني التعلم المدمج بين الحضور والتعلم عن بعد اذا بقي الوضع على حاله، وهو السيناريو الاكثر ترجيحاً، والثالث التعلم عن بعد اونلاين، في حال كان الوضع الصحي لا يسمح بالحضور مطلقا الى المدرسة»، مشددة على «أن الامور رهن الظروف الصحية والتطور الوبائي»، لافتاً إلى «أن كل سيناريو يحتاج الى عدة معينة للسير به، وسيكون شاملا، وهناك تنسيق مع القطاعات التربوية كافة لتنفيذ الخطة المقترحة».
ولفتت المصادر الى «ان خطة وزير التربية للعام الدراسي الجديد تتضمن أفكارا عدة من أجل عودة سليمة للتلامذة، منها أنه سيتم تقليص المنهج الدراسي الى النصف، وسيكون البرنامج 6 أيام: 3 ايام حضور و3 ايام اونلاين، والدوام 4 ساعات فقط في اليوم، كما سيتم تقسيم الصف الى مجموعتين: مجموعة تحضر الاثنين والاربعاء والجمعة، ومجموعة ثانية في باقي الايام، إلى جانب ارتداء الكمامات ومنع تجمع الطلاب في الملعب».
وبما ان الامور الظاهرة تشير الى امكانية اللجوء الى التعلم عن بعد، وبعد إطلاق قسم كبير من الاهالي الصرخة لعدم تمكن أبنائهم من متابعة الدراسة «اونلاين» بسبب عدم توفّر أجهزة الكمبيوتر او الانترنت اللازم ، في ظل الاوضاع الاقتصادية المتردية وتدني القدرة الشرائية لديهم، فهل تتمكن الدولة من تأمين أجهزة مجانية وانترنت مجاني للتلامذة في حال توجهت المدارس نحو خيار التدريس عن بعد، خصوصا وان شهرا واحدا يفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد؟.