كشفت أوساط سياسية مطلعة لـ «المركزية» أن الزيارة الأخيرة التي قام بها قائد القيادة الوسطى الأميركية كينيث ماكينزي إلى بيروت الاثنين الفائت لم تقتصر على اللقاءات البروتوكولية مع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب، والحكومة، بل غاصت في عمق بعض الملفات الأساسية كالتنقيب عن النفط. وذكرت المصادر أن جولة الجنرال الأميركي في بيروت أتت بعيد قرار اسرائيلي نص على إطلاق أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز في البلوك رقم 72 المحاذي للبلوك رقم 9 المتنازع عليه بين بيروت والكيان العبري، ما رفع منسوب المخاوف إزاء اندلاع نزاع بين الطرفين، فيما تعلو أصوات طبول الحرب الميدانية على الحدود مع لبنان، قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وإذ لفتت المصادر إلى أن الرغبة الدولية في مد يد العون الاقتصادي إلى لبنان لا تغير في شيء المسلمات الأميركية من حيث التمسك بما يعرف بـ «أمن اسرائيل»، لفتت إلى أن ماكينزي نفسه أعاد التأكيد على أن «من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها في وجه أي تهديد»، في إطلالته التلفزيونية من بيروت. إلا أن هذا كله لا يعني أن الوساطة الأميركية بين بيروت وتل أبيب في شأن ترسيم الحدود والتنقيب عن النفط والغاز قد توقفت. ذلك أن المصادر عينها كشفت أيضا أن لقاء المسؤول العسكري الأميركي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري شكل فرصة اغتنمها الاخير ليناقش الملف النفطي في كل تفاصيله، حيث أطلعه على الورقة الرئاسية التي ناقشها مع المسؤولين الأميركيين الذين قادوا الوساطة في هذا المجال، أبرزهم نائب وزير الخارجية الأميركي دافيد شينكر الذي تتوقع المصادر عودة قريبة له إلى بيروت لاستئناف مهمته. على أن الأهم يكمن، في رأي المصادر، في أن الرئيس بري، بوصفه المفاوض اللبناني الرسمي في ملف ترسيم الحدود، أكد أمام ماكينزي تمسك لبنان بالمقاربة القائمة على تلازم مساري الترسيم عند الحدود البحرية والبرية، في محاولة لمنع اسرائيل من التنصل من التزاماتها في هذا المجال، وخشية ان ترسم الحدود البحرية وتترك البرية.