أشار الخبير النفطي ربيع ياغي، إلى أن «البلوك الذي تنوي إسرائيل تلزيمه خلال الثلاثة أو أربعة أشهر المقبلة، يقع مباشرة على الحدود البحرية الجنوبية وهي المرة الأولى التي تمارس فيها إسرائيل نشاطها النفطي مباشرة على الحدود البحرية المحاذي للبلوك رقم «9»، بعدما تجنّبت مثل هذه الأنشطة النفطية خلال السنوات الماضية».
واعتبر أن «إسرائيل تستغل هذه اللحظة التي يعاني فيها لبنان من التخبّط السياسي والاقتصادي، بمعنى أن الأزمة التي يمرّ بها راهناً خلقت حافزاً لإسرائيل لاغتنام الفرصة للمباشرة باندفاعة لافتة وسريعة في إجراء المناقصة وتلزيم البلوك خلال ثلاثة أشهر، على أن يبدأ الاستكشاف والتنقيب في شهر تشرين في بلوك «ألون دي».
وعن تأثير هذه الخطوة على لبنان، أوضح ياغي أن «وفق المسوحات الجيولوجية، يوجد بالتأكيد مكامن مشتركة ما بين الحدود البحرية اللبنانية وشمال إسرائيل بحراً، وأصبحت إسرائيل سبّاقة في عملية التنقيب مباشرة على الحدود اللبنانية، مع وجود إمكانية كبيرة لقرصنة محتوى هذه المكامن وسحب الغاز. فيما لبنان لا يملك أي أنشطة ليراقب أو يمنع هذه القرصنة ليستطيع ممارسة سيادته».
وإذ لفت إلى «الخطأ الكبير في ترك البلوك «9» جنوباً والبدء باستكشاف البلوك «4» بناءً على توصية «توتال»، رأى ياغي أن الحل الوحيد يكمن في أن تستأنف «توتال» اليوم قبل الغد عملية التنقيب الاستكشافي في بلوك «9»، أي أن تمارس عملها بحسب العقد الموقع مع لبنان وتتجنّب أي تأجيل ممكن لأن الوقت ضدّنا».
وشدد على وجوب «أن يكون لنا تواجد دائم تأكيداً للسيادة اللبنانية على بلوك «9» كي لا يحصل أي تطاول في عملية الاستكشاف والتنقيب في نصف الكميات الموجودة في البلوك «9» بحسب ما أظهرته المسوحات الجيولوجية».